فايروس المقاطع الجنسية.
رفقاً بعفَّتكِ التي هي سَمْتُ نفسك وأسرتك ومجتمعك.
ناشدتكَ الله أن تتوقف عن إذكاء نار الفتنة ، والمعصية ، والفحشاء والمنكر في مجتمعنا ، بما تحمله في جوالك المحمول ، أو جهاز حاسوبك ، أو قنواتك الفضائية ؛ من مقاطع جنسية ، أو انحرافات أخلاقية ، أو تحرشات بهيمية ، أو أغاني فاحشة ، أو أفلام بذيئة ، تُذكي سُعار الجنس وتُلهب المشاعر ، تدمي القلب المؤمن وتؤسِّس لفجور وانحراف ، تقتل العفَّة في نفس العفيفة والحياء في شباب أمتنا المباركة ، تَرَفَّق فأنت على ثغرة من ثغور ديننا الغالي ، فاحذر أن يؤتى الإسلام من قِبَلَك .
)س . م ) طالب في المرحلة المتوسطة ، وُجد في جواله خمسة وثلاثين مقطع جنسي ، وما يزيد عن مائة وخمسين صورة فاضحة ، جعلها مصدر توزيع لطلبة مدرسته ، وميدان فرجة للراغبين أو حتى المتمنعين ، ولتتفكَّر في نِتاج هذا الانحراف السلوكي على المدى القصير والبعيد .
هذه المقاطع والأفلام – أخي الحبيب أختي الكريمة – ليست من ثوبك ، ولا من سيما مجتمعك ، إنَّها دخيلة عليك ، إنها صناعة الشيطان الرجيم ، وأعوانه اليهود المجرمين ، ليسلبوا إيمانك ، ويزعزعوا استقامتك ، ويدنِّسوا طهارتك ، ويجرحوا عِفَّتك ، فتنصرف عن الصراط المستقيم ، إلى همزات الشياطين ، وطريق العصاة المكذِّبين ، احذر أن تكون لقمة سائغة بأيديهم ، وأداة لتحقيق مآربهم ، فإن هذا من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ، وقد توعَّد الله هؤلاء بقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ ).[1]
خذ قرارك الآن الآن، واجعل من جهازك محطَّتها الأخيرة، لا تمنحها رخصة العبور، لا ترسلها إلى غيرك ، فإن ( من دعا إلى ضَلالَة كان عليه من الإثمِ مِثْلُ آثام من تَبِعَهُ ، لا يَنْقُص ذلك من أوزارهم شيئا )[2] ، امسحها ولا تجعل الله أهون الناظرين إليك ، ( مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا )[3] ، الأمر جد خطير، تأمل قول حبيبك صلى الله عليه وسلم: ( لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا. قال ثوبان: يا رسول الله! صفهم لنا جلهم لنا؛ أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله انتهكوها )[4]
تأمل أخي ، أختي ما يقوله هذا الأخ غفر الله له :
)
أنا حاصلٌ على درجة الماجستير في الحاسب الآلي ، ومع هذا كثيرة هي الجرائم التي حركتها يداي ومهدت لها وقبل ذلك نفذتها ونشرتها فهل يتوب الله علي ؟ أنا من نشر مقاطع الأفلام الإباحية وصور الفتيات الغافلات بين الشباب أولاً والمنتديات ثانياً وفي القروبات آخراً , لقد تعمدت الاعتداء على حرمات الله وحدوده وكان الواجب عليَّ ألا أتابع الفضائح وأنشرها بين المنتديات , فلدي 20 ألف مسجل في المنتدى أتحمل ذنوبهم وسيئاتهم , رحماك ربي لم أقدر على ذنوبي لوحدي فكيف بذنوب غيري , لقد جاهرت بالمعصية وألقيت ثوب الحياء جانباً فأجرمت وأفسدت ولم أخف عقوبة الله ولم أستح منه فلئن روج التاجر المخدرات فأنا روجت الرذيلة والفساد عبر الإنترنت (إنني أضع بين يديك – أخي وأختي – همساتي :
الأولى : احفظ بصرك
يقول الله تعالى: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ )[7]
قد كُنتَ قبل إدمان النظر إلى هذه ( الفايروسات ) قريباً من مولاك، تنعمُ بدفء الأخلاق الحميدة، وتَتَقَلَّبُ بين أكف الأعمال الصالحة ، ثم كانت لك التفاتة إلى سفاسف الأمور وسيئها، فاستبدلتَ البساتين الخضراء بالأرض الجرداء الموحشة، واستغنيتَ عن مراقبة الله، بالنظر إلى الأفلام الإباحية، ومقاطع البلوتوث الخليعة ، ومقاطع ( الفيديوكليب ) المنحرفة ، والأغاني الماجنة .
استحضر عظمة من نطيعه أو نعصيه، عظمة جبار السموات والأرض، عظمة خالق الخلق، وباسط الرزق، تأمل خلق الأرض التي نحيا عليها، ببحارها، ومحيطاتها، وجبالها، وقاراتها، إنها في قبضته سبحانه يوم القيامة، السموات مطويات بيمينه سبحانه، هل تدرك أخي أختي عظمة خلق السموات! إنها كحلقة في فلاة، قطعة معدنية في صحراء بالنسبة إلى الكرسي (موضع قدمي الجبار سبحانه وتعالى)، فما أعظم خلق الكرسي!! والكرسي بالنسبة للعرش كحلقة في فلاة، فما أعظم خلق العرش!! ( ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة )[10] ، فإذا كان هذا عظمة المخلوق الضعيف، فكيف بخالقها وموجدها سبحانه وتعالى !!
وأخيراً : استجب لنداء الإيمان
إنني ألمحُ نداءً إيمانياً يستصرخ أعماقك للعودة إلى منهج الله، ومحبةً لله لن تدعكَ طويلاً، لا بد أن تعود ظلاً ظليلاً تقودك إلى منازل الأخيار الأبرار، إنني أرى الإيمان المتجذِّر في قلبك يناديك، يستدعي الأيام الجميلة في حياتك، ينتخي صفاء نفسك، وطهارة أصلك، إني ألمح في نفسك خيوط الفجر، ورايات النصر على نزغات الشيطان، إنني أرى فيكَ صحوة المارد الذي تململ من طول الرقاد.
اقرأ في سِيَر العظماء الناجحين، اجعل سيرتهم ماثلة أمام عينيك، ردد دائماً الإيحاءات الإيجابية ، إننا بالإيحاءات الإيجابية نغرسُ في نفوسنا الأخلاق الفاضلة، والمعاني النبيلة، ونشجعها على سلوك طريق العفَّة والإيمان، ونباعد بينها وبين غوايات الشيطان الرجيم.
إنَّكَ في حاجة إلى تخلية وتحلية بشأن أصحابك، تَتَخَلَّى عن صحبة نافخ الكير، من كان عوناً للشيطان عليك، فهذا عدو في ثوب صديق، ويوم القيامة سيتبرأ كل أحد من الآخر،( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ )[11]، والتزم حامل المسك، الرفقة الصالحة، من يعينك على فعل الخيرات، ويعينك على ترك المنكرات، من إذا رأى منك فتوراً أو تراخياً شدَّ من عضدك ، وأعانك على تجاوز المنعطفات في حياتك .
إن رغبتك أن تكون مع من رضي الله عنهم ، ستجعلكَ الأكبر من وَحل الأفلام الإباحية، والمقاطع الجنسية ، وإيمانك بالله، وخوفك منه، سيغلبان فشلك في التغلب على نفسك الأمارة بالسوء، وعلى غواية الشيطان، بل إن نفسك ستمج هذه السلوكيات فهي بهيمية مغلَّفة بصور إنسان، شهوانية سيطرت على كل معنى للعفاف والطهر، عدوانية أرادتنا معشر المسلمين الموحدين أن نغفل عن حاضرنا ومستقبلنا ودنيانا وآخرتنا.
أنت في حاجة إلى قرار حازم إيماني بعدم مشاهدة هذه المقاطع الإباحية، بإزالتها من جهاز حاسوبك، أو من هاتفك النقال، بحاجة إلى حذفها من قائمة القنوات التي تتعامل بها، بل إلى تغيير نوع ( الستلايت ) الذي تستخدمه إن كان يعرض هذه الأمور، إلى وضع رقابة إيمانية ذاتية تمنع التعامل معها، إلى استبدال أصدقاء السوء الذين تعاوروا عليك لهدم مستقبلك وضياع دينك ودنياك .
أنت بحاجة إلى أن تكون في رحاب أرحم الراحمين وخالق الخلق أجمعين، عُدْ إليه بتوبة صادقة، وعزيمة جازمة، ورغبة بأن تكون من أوليائه الذين رَضِي عنهم وأرضاهم، عد إليه فإنك تستطيع ذلك بإذن الله .
——–
[1] : سورة النور : 19 .
[2] : رواه مسلم رحمه الله .
[3] : سورة نوح : 13 .
[4] : رواه ابن ماجه وصححه الألباني رحمهما الله .
[5] : سورة هود : 102 .
[6] : سورة فصلت : 22 .
[7] : سورة النور : 30 – 31 .
[8] : سورة طه : 124 .
[9] : سورة العنكبوت : 69 .
[10] : صححه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة .
[11] : سورة الزخرف : 67 .