السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

صفاته تجذبني وظروفه تصرفني .



صفاته تجذبني وظروفه تصرفني .
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRoWV5I_HfuYjjxWHpiAzXa-BNIbKL_Pp1x4a4dLDDJDJhQSNU8

أنا فتاه سعوديه جامعيه من عائله متوسطه ماديا خطبني شاب أجنبي (يمني) وهو إنسان جامعي خلوق لدرجه كبيره جداومحترم ويخاف ربناوحافظ القران(ونموذج لشخصية الرجل الذي أتمنى الإرتباط به) ومستواه الأجتماعي أقل مني وتمت الشوفه الشرعيه ومشي الموضوع وأنا كنت متردده جدابسبب المضايقات والكلام السئ الذي قيل عني لأنه غير سعودي (لأنها سابقه في عائلتنا) وبسبب مستواه لأنه أقل مني

وبدأ في إتمام أوراق المعامله ومضى شهر وتقبلت الموضوع وجهزت كل شئ لإتمام حفل الشبكه وكنت أحس بالمكسب الكبير من ناحيه وبالخساره من ناحيه أخرى وفجأة أخبرنا أنه حامل للأنيميا المنجليه وأنا سليمه (ولا مانع من الزواج على أن يأتى بعض الأطفال حاملين للمرض) وقد حفظت المعامله وتحتاج لواسطه ووقت أطول وفي نفس اليوم ذهبت أمي لمنزلهم ووجدتهم يقطنون في بيت شعبي ووجدت بيئتهم مختلفه عن بيئتنا كثيرا

فأحسست بالخوف من تظافر ثلاث ظروف ضدي (الجنسيه-المستوى-وأنه حامل للمرض فخفت على أطفالي) فقررت فسخ الخطوبه بسبب الضغط النفسي

وأحس بالندم لفقداني هذا الشخص الذي لايعوض كشخص ولكن ظروفه وكما ذكرت سيئه

وإحساسي بتأنيب الضمير لايفارقني لأنه كان يفعل المستحيل لإرضائي وأهلي

وكنت أميل جدا لصفاته الشخصيه فهناك توافق كبير بين شخصيتينا

والأن هناك مجال للرجعه لأنه يلح علينا كثيرا بطلبه للعوده فماذا أفعل؟؟؟ أنا محتاره وأخاف ربنا يحاسبني لأن الحديث يقول(إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه)

وهو حالته النفسيه جدا سيئه بسبب تركي له

بالله عليكم انقذوني وساعدوني لأني أذكره في كل وقت وضميري يأنبني وأخاف ربي من عدم تنفيذي لحديث الرسول صلى الله عليه وسلمفأنا أطمح لبناء بيت مسلم يقوم على طاعة الله ورضاه.

اسم المستشير      هلا الصايغ

_______________________________


رد المستشار       الشيخ محمد بن علي العرفج


الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى ، وآله وصحبه ومن اقتفى ، أما بعد :

فإن نجاح أي زواج يتوقف على توافر عوامل مهمة ، ومن أهمها المعيار الذي أخبر عنه عليه الصلاة والسلام من اعتبار الدين والأمانة ، وكلما توافرت هذه العوامل كلما كانت فرص النجاح أقرب .

وفي مثل حالتك أرى أن فرص النجاح ضعيفة وقليلة ؛ فالزوج يحمل مرضاً قد يتسبب الزواج منه في أمراض لا تحمد عقباها لذريتكما ، وهذا ليس من عدم التوكل أو ضعفه ، فقد أمر النبي باتخاذ الأسباب بقوله وفعله ، والسنة مليئة بهذا ، فقال )) : فر من المجذوم فرارك من الأسد )) وقال ))لا يورد ممرض على مصح )) لما فيه من اتخاذ الأسباب المانعة من الإصابة بالأمراض ، مع كون القلب عامراً بالتوكل على الله تعالى .

ثم إن العناية بالتوافق في الأمور الاجتماعية ( المستوى العلمي والمادي والاجتماعي والأسري والجنسية ) – في حدودها – مطلوب ومهم لنجاح الزواج ، وخصوصاً إذا كان الزوج هو الأقل حظاً في هذا ،

فكلما كان الزوجان أقرب لبعضهما كان النجاح حاضراً ، ومن ذلك ما يتعلق باختلاف الجنسيات في هذا الزمان ، فلكل بلد طبيعته وطريقته في الحياة ، وهذا أمر واضح في مشهد الحياة ،

صحيح أن هناك حالات زواج ناجحة ، ولكن التوافق والتقارب في هذه النقاط هو سبب مهم للنجاح ، لاسيما إذا كان المحيط العائلي للأسرة يستغرب أو لا يحبذ هذا الزواج ، فأنتم جزء من هذا المجتمع ولن تعيشوا بمعزل عنه ، وقد بدأ أثر هذا واضحاً وجلياً قبل الزواج وبدأت المضايقات والكلام السيئ كما ذكرت ونظرة مجتمعك القريب لهذا الأمر نظرة دونية حين اكتشافهم أنهم أقل من مستواكم .

ولذا فإني أوافقك على قرار فسخ الخطوبة وإذا كانت المشاكل قد بدأت من الآن ولما يتم الزواج بعد ، فكيف إذا وقع هذا الزواج ،

والفراق من الآن أسهل بكثير من التفارق مستقبلا – لا قدر الله – بسب الضغط الاجتماعي وقد جعل الله لك وله سعة .

أما ما يتعلق بتأنيب الضمير لكون الرجل جيداً من حيث الأخلاق وخوفك أنك قد ارتكبت ذنباً فهذا أمر لا مبرر له ،

فالمقصود من الحديث الشريف فيه بيان المعيار الذي يتم قبول الرجل عليه وهو الدين والأمانة والتحذير من رد الزوج لكونه يحمل هذه الصفات والبحث عن صفات أقل من هذه من حسب أو مال أو جاه ،

وأما أنت فلم ترديه بناء على أنه أقل في هذه الأمور أو بناء على أنه ذا دين وإنما الرفض بناء على أمور متعددة قد تكون سبباً أكيدا ًفي إفشال هذا الزواج.

اسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح ، وأن يرزقه الزوجة الصالحة ، وأن يوفق الجميع لما يحب ويرضى .

وصلى الله على نبينا محمد .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم