السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

ساعدوني لأتقرب من والدتي .



http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSSYi5L3_jon4a6W8kYHsesHd7z_J1FrUif8zzPnTH1mf-NxD8KrIO9Cj7J
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

انا فتاة عمري 21 سنة..علاقتي بامي منذ زمن طويل أو بالتحديد منذ بلوغي سيئة الى أبعد حد .. لايوجد بيننا أي قناة للتواصل ..لاأذكر متى آخر مرة جلسنا فيها وتحدثنا ..بعد ان دخلت الجامعة بدأت في البحث عن الأسباب وهل اكون انا من اوجد الفجوة

وعندها عرفت ان البيئة اللتي نشات فيها والدتي تؤثر عليها الى الآن فجدتي وجدي كانا مطلقين وكان كلاً منهما ( عود ثقاب ) وشديد الى درجة تفوق الوصف .. وفي تلك البيئة نشات والدتي ..فيدأت اتقرب منها وأحدثها بالموضوعات اللتي تناقشها وألج في مواضيع انا أعرف بأنها تهمها ..

ومع ذلك عندما أتحدث اليها تبحث عن اي شئتنشغل فيه ولاتضع عينيها بعيني حتى لاتظهر اهتماماً انا لاأعرف ماسبب ذلك لكن لابد بان له سبب نفسي ..وحتى لو كان الموضوع يهمها جدا وكانت تنظر الي اذا بدأت الطرح فيه تنشغل بأي شئ ..أتضايق واكتم عبرتي احيانا ولكني علمت بعد ذلك بانه شئ لاارادي منها وأنا على يقين ..

بقي ان اشير الى أنها لاتحب ان تراني أهتم بأي صديقة .انا ليس لدي من الصديقات الا القليل جدا ونادراً ماأثق بواحدة او اتشارك معها نفس الاهتمامات فأهتم وأسعد بذلك ..وعندي الآن صديقة هي نسختي الأخرى ماان أتحدث معها الا وتكمل الحديث ..والدتي تكرهها وتمنعني في بعض الأوقات من التواصل معها

انا الآن كبيرة وأحتاج الى طرق منكم لمساعدتي في التقرب من والدتي اريد ان احدثها فتستمع الي أريد ان تشاركني صداقاتي من اجلها لامن اجلي انا ..هل اجد لديكم الحل

ومما قد يساعدكم في الحل ومن بعدها يساعدني هو أنني بنتها الثانية من بين 7 من الأبناء ..تكبرني واحدة تزوجت وهي على علاقة تفوق الروعة مع والدتي حتى قبل الزواج .. ومما اكد لي ان الأمر ذو بعد نفسي هو انها تحب صديقات اختي وتندمج وتسعى للتعرف على امهاتهن ..

أنا لست صغيرة ومراهقة وتأخذني الغيرة ولكن هذا مادونته من ملاحظات ..وهي مع البقية هكذا لكن بدرجة اقل بكثير مني ..ولديها احساس دائم تقوله لي بانني أحاول ان اعلمها وانا والله لاأسعى لذلك بل أحاول التقرب لاأكثر ..أرجوكم ارشدوني وساطبق كل ماتقولونه حرفاً حرف ..

اسم المستشير      حنان عبدالله

___________________________

رد المستشار       د. نهى عدنان قاطرجي.

أختي الكريمة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

عندما بدأت بقراءة مشكلتك، توقعت أن أقرأ عن سوء في المعاملة ، أو عن استهزاء أو تحقير أو ضرب، لا سمح الله … أو أية مشكلة من المشكلات الكبيرة التي ترد إلى موقع المستشار بشكل دائم … والذي أنصحك بالعودة إليها وقراءتها بشيء من التدبر، حتى تعلمي مدى النعيم الذي تعيشينه مع أمك، والمثل يقول ” الذي يرى مصيبة غيره تهون مصيبته “.

أعود لما أوردته في رسالتك والذي يتلخص في سوء التواصل بينك وبين أمك ، مما دفعك إلى طلب المساعدة حتى تتجاوزي هذا الأمر بشكل جيد. وهذا الأمر إن دل على شيء فهو يدل على درجة الوعي التي تتمتعين بها والتي تجعلك تسعين إلى طلب المساعدة … وأمر إيجابي آخر لمسته في رسالتك، وهو اعترافك بأن تصرفات أمك معك لا تتعلق بك وحدك، بل إنها تنطبق على علاقتها بإخوتك أيضا … مما يعني بان المشكلة عامة وليست خاصة


بناء على ما تقدم أنا أنصحك بما يلي :

1-لا تحاولي أن تفرضي على أمك موضوع معين عند حديثك معها. اجعليها هي التي تتحدث بما يريحها، واجعلي دورك هو الاستماع أكثر منه الكلام. لأنك مهما ادعيت معرفتك بما تحب أمك وتهوى ، فان هذا قد لا يكون دقيقا.

والدليل على ذلك تهرب والدتك من الحديث معك، والذي لا يعود إليك شخصيا، إنما يعود للموضوع الذي يطرح ولطريقة الطرح، ولعدم الرغبة في الاستماع ، خاصة إذا كان الموضوع جادا. واكبر دليل على ذلك ان أمك تجلس مع صديقات أختك وترتاح معهن، مما يعني أنهن يحسن الحديث معها في مواضيع تهمها.

2 – لا تحاولي أن تتحدثي مع أمك في أي موضوع قد يذكرها بالماضي الذي ترجعين إليه السبب في معاناتها. وذلك لأن هذا الأمر قد يسبب لها الألم من جهة، ولأنه قد لا يكون قد ترك أثرا على حياتها من جهة أخرى . والدليل على ذلك أن أمك كونت وبفضل الله، أسرة كبيرة ، وهي قد استطاعت أن تحفظها من التفكك على رغم الصعوبات التي عاشتها وهي صغيرة .

3 – لا تحدثي أمك في موضوعات فلسفية، او فكرية جادة، قد تفوق قدرتها على الاستيعاب والفهم، وهذا لا يعني انني اقلل من شأن قدرات أمك العقلية، معاذ الله، فقد يصل الإنسان إلى مرتبة علمية عالية، ومع ذلك لا يحب الاستماع إلى هذا النوع من الحديث. والدليل على ذلك قول أمك لك ” انك تحاولين أن تعلميها “… وهذا الأمر قد يكون صحيحا نوعا ما ، ولو كنت غير قاصدة لذلك. وهذا قد يعود لإحساس داخلي ، بأنك أصبحت مثقفة وتدرسين في الجامعة.. كل هذه الأمور تستشعرها أمك من حديثك معها، مما يجعلها تنفر من الاستماع والمتابعة .

4 – لا تقارني بين علاقتك بأمك وعلاقة أختك بأمك، فأختك متزوجة، والعلاقة عادة تختلف بين الأم وابنتها بعد الزواج، إذ إن الأم تشعر فجأة أن ابنتها كبرت ونضجت، وهي تشعر بأنها تحتاج إليها وإلى نصحها، أكثر مما تحتاجه البنت التي لم تتزوج ، ولا تعاني من مشاكل عائلية في الغالب .

5 – لا تحزني على عدم تقرب أمك من صديقتك، وعدم رغبتها في معاشرتك لها، فقد يكون السبب يعود إلى الشبه في أسلوب الكلام بينك وبين صديقتك التي تنزعج منه أمك، مما يجعلها ترفض تقبله كما رفضته منك سابقا .

أخيرا أختي الكريمة:

أقدر فيك هذه الرغبة في الإصلاح التي ختمت بها رسالتك قائلة : ” أرشدوني وسأطبق كل ما تقولونه حرفا بحرف” ، وأنا هنا لا أريد منك ذلك. بل أتمنى عليك أن تتفكري بما قلته جيدا .

وأن تعرفي بأن خطأ التواصل بينك وبين أمك لا يعود إلى شيء يتعلق بك . بل قد يكون عائدا لأسباب عديدة ، منها فارق السن بينكما، أو الاختلاف في الاهتمامات أو في طريقة التفكير.

وفقك الله .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم