السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

زوجي يظلمني ليرضي أهله !



زوجي يظلمني ليرضي أهله!
https://encrypted-tbn3.google.com/images?q=tbn:ANd9GcTscQEyg4KtfTUzzgBrHrbV24K6nrqPkAXWLR-mehaxR2VkVa7aDA
بسم الله الرحمن الرحيم
انا متزوجة منذ تسعة شهور رأيت فى هذه الفترة من المشاكل ما لم تره من تزوجت منذ 9سنوات
انا لا اقصر بزوجى ابدا وانا اثق بما اقول ولكنه يتهمنى بالتقصير ويقول لى ان مساوئى اكثر من اجابياتى
المشاكل بدأت من الاسبوع الاول من الزواج فأنا كنت اعيش مع أهله وكانت امه تسئ معاملتى ومعاملة اهلى وتريد قطعى من اهلى ودائما تفتعل المشاكل معى وكنت قد حملت من الاسبوع الاول ولكن لم يتم لهذا الحمل الاستمرار بسبب الانهيار العصبى الذى سببه لى اهل زوجى
حيث ان ام زوجى اتهمت امى بالسحر اى ان امى سحرت ابنها ليكون خاتم باصبعى وكان زوجى يوافق كلام امه وأحضر على البيت شيخ اكتشفت انه عراف حيث كان يستدعى الجن ويقول يازينات وتكلم معى بكلمات قبيحة
وبعدها قال لى زوجى ان امى عاملة له سحر
فغضبت منه وحدثت مشكلة انتهت بالضرب المبرح على الرأس والوجه والجسد وفى هذه اللحظة كرهته جدا جدا وشعرت انه ليس زوجى الذى اعرفه(حدث هذا بعد الزواج بثلاثة شهور)
مع العلم اننى انا كالخاتم باصبعه ولا اقول له لأ لاتجنب غضب زوجى فهو دائما لا يلبى رغباتى بالخروج الى اهلى او الذهاب الى اقاربى وكما اننى منذ زواجى لم اخرج بنزهة مع زوجى الا مرة واحدة
وبعد تلك المشكلة كنت عند أهلى وكان الشرط لرجوعى لزوجى ان يحضر لى بيت بعيد عن اهله ولا يضربنى مرة اخرىحتى لاتحدث المشكلات وتأجرنا فترة 6 شهور وكانت ايضا هناك مشاكل بينى وبينه حيث اعاد ضربى مرة اخرى لسبب تافه
وكان يشتمنى كثيراوبعدها قال لى انا اريد ان ارجع واسكن بغرفة عند اهلى لأننى لم اتزوج لأبعد عن اهلى وبعد 6شهور سوف ابنى شقة عندهم واريدك ان تأتى معى فرفضت ذلك لعدم اقتناعى بكلامه ولاننى سوف اعانى منه ومن اهله والان انا عند اهلى ولا اريد الرجوع له
وارغب بالطلاق
زوجى اشعر انه معقد نوعا ما ويظلمنى ليرضى اهله وعندما يريد منى شئ يبدأ بكلامه المعسول ليصل الى مايريد ودائما يتهمنى بالتقصير عندما يكون مخطئ وكانه لم يفعل شئ بينما عندما ارتكب اتفه الاخطاء يكبر من حجم المشكلة ولا يكلممنى
مع العلم بان زوجى متدين ؟ولكن معاملته معى ليست جيدة ونادرا ماتكون جيدة باليومين ودائما انا اصالحه واطلب مسامحته ارجوووووكم هل الطلاق هو الحل لاننى ماعدت احتمل اكثر من ذلك من زوجى ومن اهله
مع العلم بأن اهلى ارادو تطليقى منه من المشكلة الاولى ولكننى رفضت وكل كبار العائلة ينصحونى بالطلاق افيدونى ماذا افعل ارجوكم هل الطلاق هو الحل؟؟؟؟؟لأننى اخشى ان اظلمه بالطلاق واخشى ان ارجع له ويستمر الجحيم ما الحل؟؟؟
اسم المستشير  :     ريهام.
____________________________
رد المستشار :         د. فيصل بن سعود الحليبي.
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد : فيا أيتها الأخت الكريمة، أرجو أن تتأملي مشورتي عليك بعين التفاؤل، فمشكلتك ليست بهذه القسوة التي رويتها لي، غير أن قسوتها عليك جاءت من كونها في أول أيام زواجك، التي يفترض أن تكون أيام عسل كما يقولون،
أضيفي إلى ذلك أنك مررت بوهن الحمل الذي لم يكتب له السلامة، وعشت لحظات الإسقاط ، كل هذا اجتمع من غير تدخل أحد، فكيف إذا أضفنا عليه ما تذكرينه من تدخل الأهل في حياتكما !! وهنا تأتي الصدمة حيث تتبدد الأحلام الوردية التي تحلم بها كل امرأة هذا إذا كان ما حصل هو الواقع الذي حصل لك .
وإذا عرف السبب بطل العجب، والأزمة في تصوري بعد مرور هذه التجارب الجديدة عليك ممتزجة بالحياة الزوجية الجديدة بدأت تخف، فالآن أنت صحتك طيبة ، وليس لديك حمل ولا إسقاط، وبقيت المشكلة محصورة في التعامل مع الزوج المتأثر بكلام أهله ، واستجابته لهم في القرب منهم، ودفع أوهام السحر على حياتكما.
وتبقى بعض الأسئلة التي كنت أود أن تفصحي عن جوابها، ولعل من أبرزها :
هل زوجك يحبك فتشعرين بهذا الحب من خلال حديثه إليك ( في غير وقت المعاشرة ) ، هل قدم لك يومًا هدية ولو كانت متواضعة؟ وهل تمر عليكما ساعات انسجام ووئام ؟ إني أتصور أن جملة من هذه الأسئلة جوابها : نعم ، ولو كان يكدرها بعض المواقف الصعبة التي ربما نقلتها لنا بشيء من التضخيم !!
حاولي أن تجلسي من نفسك قليلاً فتذكري الصفات الجميلة في زوجك .. اكتبيها .. ثم اكتبي الصفات الأخرى التي تنغص عليكما حياتكما، ثم تأملي هل تستحق هذه الصفات أن تكون سبباً في إنهاء اقترانك بزوجك ؟
أليس من الأفضل أن أضع لي مشوارًا ولو طال في التقليل من الصفات السلبية شيئًا فشيئًا ، وذلك من خلال القراءة في بعض الكتب المختصة في فهم النفسيات بين الزوجين، أو الأشرطة، أو حضور البرامج التدريبية، أو الاستشارة المباشرة !!!!
أختي الفاضلة :
إن مشكلة تدخل والدة الزوج في اتخاذ القرارات يمكن التغلب عليها بالتودد إلى الزوج ـ مع أني أدرك أنك لا تقصرين في ذلك ـ لكن ربما أنك لم تقعي على مفتاح قلبه الذي يفتحه على مصراعيه، كثيرات أولئك النساء اللواتي يقلن : (( لا نقصر في إرضاء الزوج )) ويعتقدن أن إرضاءه إنما يكون بالسماح له بالمعاشرة الجنسية من دون أي إبداع في ممارستها ، بحسن القول، والتبعل ، فلربما كان الزوج يميل إلى عذوبة الكلام قبل الفعل، وليس المطلوب فقط أن تتزين المرأة، بل لتختار ما يحبه الرجل من الزينة والعطر .
فما المانع في حال الصفاء أو في وقت ( الكلام المعسول ) الذي تحدثت عنه في سؤالك أن تستغليها فرصة ثمينة لتتعرفي على ما يحبه منك، فتسألينه بكل صراحة ووضوح في كل جزئية من جزئيات اللقاءات السعيدة بينكما .. لتكتشفي أسرار التأثير عليه، وأخذ لباب قلبه .
وأنبهك إلى أمر مهم للغاية .. وهو النية الصادقة في استصلاح حالك دون إفساد حال زوجك مع والدته، فهذا مما لا يرضاه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، بل اقصدي بناء حياتكما على الخير والطاعة والصلاح فحسب.
ولدي فكرة أرجو أن تحظى بقبولك وتجربتك : وهي أن تقبلي على زوجك بالثناء على والدته ، أو تقديم الهدية لها، وتوصيته بالبر فيها، جنبًا إلى جنب مع توددك إليه، لتكون استمالته أسرع لما تحبين من طلباتك المشروعة من اختيار السكن المناسب والمريح لك .
أما كلمة ( متدين ) فأرجو أن لا نطلقها هكذا من دون توضيح لمعنى التدين، فهل المتدين يرضى بالشعوذة !! أو بالسحر !! أو بالضرب المبرح ظلمًا !!
أتمنى أن تستغلي كل محاولة من زوجك لإعادتك إلى عش الزوجية، واطلبي منه جلسة خارج البيت ، يكون بينكما لقاء هادئ .. تضعان فيه أسسًا لحياتكما، وتقربا وجهات النظر بينكما … لتذكريه بأنها حياتكما وليست حياة غيركما … ولا يناقض ذلك الإحسان إلى الأهل والأقارب .
أعيدي قراءة ما كتبت لك مرارًا … واستعيني بالله تعالى على البدء في العودة من جديد إلى بيتك ، ولا تفكري في الطلاق .. فبينك وبينه مسافة طويلة من تعلم أسرار الحياة الزوجية .. وكيفية التوافق مع زوجك .
أسأل الله تعالى أن يسدد أمرك، ويجمعك مع زوجك على خير وسعادة . 
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم