أيتها الأم ما أعظمك وما أعظم دورك في هذه الحياة، إننا نخجل أن نطالبك بتنمية قدرات أبنائك وتطوير معارفهم ومهاراتهم ليكونوا من العظماء والقادة، لكنك أنت التي تصرين دائما على التفكير والبحث عن أدوار أخرى تقدمينها لأبنائك، فأنت – أيتها العظيمة – بعكس كثير من الآباء الذين اكتفوا بما قدموا لأبنائهم، تقدمين حياتك كلها هبة لأبنائك تمنحينهم في كل يوم منها الثقة والمرح والأمان.

ونظراً لحرصك الدائم وتحقيقاً لرغباتك الصادقة نقدم لك بعض المقترحات العملية في تنمية قدرات أبنائك ومهاراتهم:

– جميل أن تمنحيهم الحب والحنان، لكن حذار من الدلال المفرط والعطاء السلبي، فموافقتهم على جميع رغباتهم وطلباتهم دون التأكد من فائدتها وجدواها يعد مزلقاً خطيراً وانحرافاً واضحاً عن جادة الصواب.

– إياك ومعاقبتهم سواء بالكلام – وهو الأقسى – أو بالضرب، فتكوني كتلك الأم التي تقسو على أبنائها وتحط كثيراً من قدرهم بمقارنتهم بأبناء أختها – مثلاً -، ثم تتساءل: لم لا يثق أبنائي بأنفسهم؟.

– إن من إهدار الطاقة والجهد أن تقومي بكل شيء بنفسك، فدورك “حفظك الله – يبرز في توجيههم ليكتسبوا المعارف والمهارات بأنفسهم، فيحفظوا القرآن الكريم ويتقنوا فنون الحاسب الآلي وجميع برامجه ومهاراته، ويتعلموا اللغة الانجليزية، ويتدربوا على فنون المحادثة والحوار والإلقاء.

– لا تلقي باللوم – دائماً – على الأب وتتهمينه بتجاهلهم والتهاون في تطوير قدراتهم، فذلك سيزيد المشكلة سوءاً، بل وجهيه بهدوء إلى الأفكار التي تقترحينها، وتناقشي معه حول الأساليب الأخرى الممكنة فذلك أجدى وأنفع.

– شجعيهم على فعل أشياء تعتقدين انه ليس باستطاعتهم فعلها وستفاجئك النتائج كتأليف القصص وكتابة الشعر وصيانة الحاسب الآلي وطرح آرائهم في الصحف والمنتديات وتلخيص الكتب وإجراء البحوث.. ونحو ذلك كثير.

– اعلمي أن الإمام البخاري والإمام أحمد بن حنبل – رحمهما الله – قد فقدا والديهما منذ صغرهما فتلقفتهما يد الأم الحانية التي عرفت كيف تنمي القدرات والمواهب في ظل غياب الوالد، فهي لم تبك وتندب حظها بل وضعت خطة واضحة وساعدت ابنها على التنفيذ والإتقان والتميز.

المصدر :صحيفة الرياض ، العدد 14498 .