الخميس 14 نوفمبر 2024 / 12-جمادى الأولى-1446

دماغك على تذكر أي شيء تتعلمه مع هذه العادة التي تأخذ 20 دقيقة فقط من وقتك



 

في الآونة الأخيرة، كنا أنا وزميلي نأسف لتقدمنا بالعمر وللصعوبة المتزايدة التي لا مفر منها في تذكر الأشياء التي نريد تذكرها. يصبح ذلك مزعجًا خاصةً عند حضور مؤتمر أو ندوة تعليمية وتجد نفسك تنسى الجلسة بأكملها بعد أيام فقط.

ولكن بعد ذلك أخبرني زميلي عن المنحنى الذي هو عبارة عن صيغة عمرها مئة عام طورها عالم النفس الألماني هيرمان إبينغهاوس الذي كان رائد الدراسة التجريبية للذاكرة. حيث عاد عمل عالم النفس إلى الظهور مؤخرًا وبدأ يشق طريقه في الحرم الجامعي كأداة لمساعدة الطلاب على تذكر مواد المحاضرات. على سبيل المثال، فإن جامعة واترلو تقدم شرحًا لهذا المنحنى وكيفية استخدامه على الموقع الالكتروني Campus Wellness. فأنا أدرّس في جامعة إنديانا وذكرها لي أحد الطلاب في الفصل فهو يستخدمها كوسيلة دراسية مساعدة. و قد أعجبت بها و جربتها أيضا في ذات اللحظة.

يصف لنا منحنى النسيان آلية الاحتفاظ أو فقدان المعلومات التي نتلقاها، وذلك بمحاضرة مدتها ساعة واحدة لشرح أساس للنموذج. يكون المنحنى في أعلى نقطة له (التي هي معظم المعلومات التي يتم الاحتفاظ بها) مباشرة بعد المحاضرة التي تستغرق ساعة واحدة. وبعد يوم واحد من المحاضرة، ستمحى من ذاكرتك ما بين 50 إلى 80 بالمئة من معلومات المحاضرة التي تلقيتها إن لم تستخدمها.

ومع حلول اليوم السابع، تتراجع هذه النسبة إلى حوالي 10 في المئة، وفي اليوم الثلاثون تختفي المعلومات عمليًا (ويتم الاحتفاظ بنسبة 2-3 في المائة فقط). بعد ذلك و من دون أي تدخل ستحتاج على الأرجح إلى إعادة تعلم المادة من البداية.

إن ذلك يبدو صحيحًا بناءً على تجربتي الشخصية.

ولكن هنا يأتي الجزء المذهل – فكم من السهولة أن تدرّب عقلك على عكس المنحنى.

مع 20 دقيقة فقط من العمل ستحتفظ بكل ما تعلمته تقريبًا.

هذا ممكن من خلال ممارسة ما يسمى بالفواصل الزمنية، حيث يتم النظر مرة أخرى للمادة نفسها وإعادة معالجتها، ولكن بنمط محدد للغاية. إنّ القيام بذلك يعني أن استرداد المعلومات من ذاكرتك طويلة الأمد يستغرق وقتًا أقل بكثير. هنا تأتي قاعدة العشرون دقيقة والفواصل الزمنية المتباعدة بشكل خاص.

 

وتدعوك صيغة ابينغهاوس إلى قضاء 10 دقائق في مراجعة المادة خلال الأربع وعشرون ساعة التالية لتلقيها (وهذا من شأنه رفع المنحنى مرة أخرى إلى ما يقارب 100 في المئة مرة أخرى). بعد سبعة أيام، أمضِ خمس دقائق لإعادة تنشيط المادة ذاتها ورفع المنحنى مرة أخرى. وبحلول اليوم الثلاثين، يحتاج دماغك من دقيقتين إلى أربع دقائق فقط لإعادة تنشيط نفس المادة تمامًا، مما يؤدي إلى رفع المنحنى مرة أخرى.

وبالتالي تم استثمار ما مجموعه 20 دقيقة في المراجعة على فترات زمنية محددة، و ها أنت ذا وبعد شهر واحد مازلت تحتفظ بهذه الجلسة الدراسية المثيرة للاهتمام. بعد ذلك، فإن التحسين الشهري الذي تقوم به لدقائق قليلة كفيل بمساعدتك على الاحتفاظ بالمواد جديدة.

إليك ما حدث عندما جربته أنا.

وضعت الصيغة المحددة تحت الاختبار. فقد ألقيت الكلمة الرئيسية في أحد المؤتمرات وتمكنت أيضًا من الحصول على كلمتين أخريين لمدة ساعة واحدة في المؤتمر. بالنسبة لأحد الكلمات الأساسية، لم أدون أي ملاحظات، وبالتأكيد بعد أقل من شهر واحد فقط بالكاد استطعت تذكر أي منها.

وبالنسبة إلى الكلمة الرئيسية الثانية، فقد قمت بتدوين ملاحظات عديدة واتبعت صيغة الفواصل الزمنية المتباعدة. وياللروعة فبعد مضي شهر، بتُّ أتذكر المادة كاملةَ. وفي حال كنت تتساءل، فقد كانت كلتا الكلمتين مثيرة للاهتمام بالنسبة لي – لكن كان الاختلاف فقط في عكسي لمنحنى النسيان لإبينغهوس.

إذا الخلاصة هي إذا أردت تذكر ما تعلمته من حلقة دراسية أو جلسة شيّقة فلا تتبع منهج «المذاكرة من أجل الامتحان» عندما تريد استخدام المعلومات. إنّ ذلك يكون ناجحًا في الكلية (على الرغم من أن جامعة واترلو خصوصًا تنصح بعدم حشو الدماغ بالمعلومات، وتشجع الطلاب على اتباع النهج المذكور أعلاه). لكن بدلًا من ذلك، استثمر 20 دقيقة (خلال فواصل زمنية متباعدة)، بحيث تحافظ على وجود المعلومات القديمة بعد شهر من تلقيها.

الآن بالتأكيد هذا النهج يشغل تفكيرك حقًا.

_________

بواسطة/ موقع علمنا

 

 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم