السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

خوف الحديث أمام الآخرين .



خوف الحديث أمام الآخرين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب في السنه الاخير من الثانويه وأعاني من الخوف من الكلام في المجتمعات سواء في مجتمعات البيوت أو المدارس أو أي مكان
وخاصه المواد التي يتطلب من الطالب القراءة فيها
والشئ الذي الاحظه أنني في مادة أشعر بالخوف الشديد أكثر من المادة الاخرى صحيح أنني أخاف من تلك المادة ولكن ليس مثل الخوف من المادة الاخرى
مع أن كلا المادتين يطلب المدرس من الطالب القراءة من نفس مكانه
والتأثير الذي قبل هاذه المواد أرتجاف ((ونشف الريق بشكل غير طبيعي ويتغير الصوت بشكل واضح))
طبعا أنا لم أذهب لطبيب ولم أستخدم أي علاج لان الظروف لاتسمح لي بالذهاب
استعملت اللجوء الى الله سبحانه وتعالى وأنا أستعملت في بعض المجتمعات اللي تقام في البيوت أثناء وصول المدعوون أقول في نفسي أنا واثق من نفسي وأحاول أخفف عني والحمد لله في بعض الاحيان نجح معي هذا الشي وخف الخوف بشكل جيد (ولم تنجح هاذه الطريقه في المواد التي أشعر فيها بالخوف )
وأنا كنت في المرحله الابتدائيه لا أعاني من هاذا الخوف وكنت من الطلاب المشاركين في الاذاعه الصباحيه
وهناك سؤالين أريد الاجابه عليهم
هل الجلوس وحيدا والتفكير في هاذه الاشياء والترقب متى سيأتي هاذا الشيء له أثر سلبي؟
وهل العاده السريه لها دخل بهاذا ؟
وهل الوسواس له علاقه بهاذا الشي؟
لاني أعاني من هاذه الاشياء التي ذكرتها في الاسئله
أتمنى وأتمنى وأتمنى أن أجد الاجابه التي تعينني على التخلص مما أعانيه وأرجو من الجميع الدعاء لي بالشفاء وجزاكم الله خيرا
اسم المستشير      عبدالله
__________________
رد المستشار   :    أ. عبد الله أبو بكر محمد.
أخي عبدا لله :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
عزيزي عبدا لله : أشكرك على ثقتك بالموقع . وأتمنى أن نكون عند حسن ظنك , وأشكر فيك المحاولة الجادة في علاج الخوف الذي تعاني منه .
أخي عبدا لله : إن ما تعاني منه حسب ما ذكرت يسمى ( الرهاب الاجتماعي ) ولست وحدك من يعاني !! بل هي حالة تحدث في ما يقارب واحد من عشرة أشخاص وتؤدي إلى الخوف الشديد ويتركز الخوف في الشعور بمراقبة الناس والخوف من الانتقادات السلبية وتظن أن كلامك سيكون محط أنظار الآخرين وهذا الخوف بحد ذاته يسبب خوفا يصل إلى درجة العجز عن القيام بهذه الأعمال .
وسأذكر لك بعض الأسباب التي تؤدي إلى هذا الخوف ومنها :
1-أسلوب التربية في الطفولة من عدم التقدير للطفل
2-إهمال الطفل من حقه في التربية
3- التوبيخ والقسوة على الطفل
4- العناية الزائدة بالطفل ( التدليل )
5- التصورات الخاطئة عن المواد الدراسية وأنها صعبة
6- الخوف من النتائج السلبية إذا تكلمت أمام الآخرين.
ولا شك أن ما قمت به من علاج وهو اللجوء إلى الله عز وجل من أعظم الأسباب المعينة على دفع الخوف ولكن لا مانع من بذل الأسباب المعينة للتخلص من الخوف :
1-أرسل رسائل ايجابية لنفسك قبل الحديث والقراءة( أنا استطيع الكلام أمام الآخرين )
2- قبل الحديث أمام الآخرين رتب في ذهنك ماذا تريد أن تقول وعن ماذا تريد أن تتحدث
3- كن واثقا من نفسك فلا تنظر إلى الآخرين بنظرة ضعف ولكن انظر إليهم بنظرة الواثق
4- درب نفسك على النقاش والتحدث مع أحد زملائك ثم كرر النقاش مع اثنين ثم مع ثلاثة إلى أن تستطيع التحدث أمام الآخرين
5- من وسائل العلاج ( الاستبصار) وهو مناقشة الأمور المسببة للقلق مع معالج نفسي لأن أكثر الذين يعانون من الخوف( الرهاب الاجتماعي) يشعرون بزوال كثير من القلق إذا ما ناقشوا مشاكلهم مع معالج نفسي يهتم بهم ويستمع إليهم وعندها يستطيع المعالج النفسي تحديد الطريقة المثلى لمواجهة الخوف مثل (التطمين التدريجي) في مواجهة المخاوف غير المعقولة و(التشجيع) لمواجهة المواقف المثيرة للقلق و(التحليل النفسي ) لمناقشة الأسباب واستخراج المشاعر المكبوتة والمتعلقة بالموقف الذي يخاف منه.
عزيزي عبدا لله : إن مشكلة الخوف من الكلام أمام الآخرين لا تحل بالهروب منها ب وإنما بمواجهتها وحلها بحكمة وإرادة قوية , ولا شك أن استعمال العادة السرية له أثر على الجهاز العصبي وهو أمر محرم شرعا .
وأخيراً: فإني يا عبدا لله: أرى في شكواك دليلا على جديتك وقدرتك على الإصلاح والتغيير وأنت قادرة على ذلك فقط عليك بالآتي :
أولا:أكثر من دعاء الله عز وجل كما قال موسى عليه السلام ( واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي)
ثانيا: أرسل رسائل إيجابيه لنفسك بأنك قادر على التحدث أمام الآخرين
ثالثا : مارس النقاش والحوار مع الآخرين بشكل مستمر.
وختاما أسال الله أن يوفقك لكل خير .
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم