السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

حال ابني الدراسي لا يسر !!



حال ابني الدراسي لا يسر !!
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQvmbWMEVVwJnzLEbQrYz1uf4yxwBBk77KA7HbAw770L7DziIBj

ابني الاوسط يبلغ من العمر 11 عاما (الصف السادس) أعاني معه من عدة جوانب طبية وتربوية ونفسية وهي:

1- مشكلة التبول اللاارادي وللآن رغم تلقي العلاجات منذ أن كان 7 سنوات لم اصل لنتيجة (يوجد فتحة في الظهر)مع العلم بان اخويه لا يعانون من هذه المشكلة

2- الطفل متفوق جدا في دراسته بحيث كان مسيطر علي وضعه المدرسي ولا يوجد شكاوى سلوكية عليه في المدرسة الى الصف الثالث حتى انه كان يحصل على المركز الاول على الشعب ولكن في الصف الخامس والسادس اصبح لا ينتظم في الكتابة على دفاتره في الحصص وبدأت الشكاوى تزداد من المعمات مع عدم قدرتهن جميعا على ضبط الحصص بسببه هو وبعض الطلبة،

دائما يتحجج المعلمة غابت لم ناخذ حصص ويتهرب من الدراسة وكما يبدو لي انه لا يسمع اي شيء يشرح في الصف بارادته نتيجة تمردة، لا يجدي العقاب معه بشئ، عنيد، شخصيته قيادية ، لديه اسلوب ومهارة في محاورة الاخرين واقناعهم والحصول على ما يريد،

كريم جدا، يحب تقليد الاولاد في امور الموضة والمشاغبة حتى في الالفاظ التي يستخدمونها.

وبسبب مشاغبته رفضت مدرسته الخاصة قبوله لهذا العام مما ادى بي الى نقله الى مدرسة اخرى. ولكن نفس اسلوبه وتهربه من الدراسة وهذا ادى الى تراجعه اكاديميا.

اذا اردت تدريسه يجلس ولكنه يتلهى ولا يصغي وهو يتعمد ذلك.ما الذي يمنعه من الكتابة في الصف مع الطلبة لا اعلم؟؟؟

– الطفل احيانا ياخذ بعض المال من حقيبتي دون استئذان لشراء اشياء قد يعطي جزء كبير منها لاخوته.

اريد حل لوضعه في المدرسة

اسم المستشير      أماني يوسف الخواجا

_________________________________


رد المستشار       أ.د.علي أسعد وطفة


بسم الله الرحمن الرحيم .

الأخت الفاضلة :

السلام عليكم ورحمة الله .

يصعب على المتخصص أن يشخص أمرا دون أن يعرف جميغ الملابسات التي تحيط بالطفل .

وسؤالنا دائما ما هو الأسلوب التربوي الذي يتبعه الأبوان في التربية هل هو أسلوب تسلطي أم ديمقراطي ؟

هل يعاقب الطفل بقسوة ؟

كيف يتم التعامل معه؟

ما هو نوع جماعات الأقران التي ينخرط فيها ؟

ما عدد أفراد الأسرة وكيف يتم التفاعل تربويا في داخل الأسرة ؟

ومن ثم يجب التعرف على أجواء المدرسة هل هي ديمقراطية؟

هل تعتمد الأساليب الحديثة في التربية ؟


أسئلة كثيرة تدور في ذهن المستشار الذي يريد تشخيص حالة كحالة فتاك المراهق .

ولكن لفت انتباهي شيئان في حالة الفتي هما :

1- أنه في بداية مرحلة المراهقة

2- أنه يعاني من مشكلات جسدية نفسية في مرحلة سابقة .

في الجانب الأول يمكن القول بأن التمرد والشغب والاضطرابات السلوكية التي يبديها الفتى الصغير تعود في جانب كبير منها إلى بداية مرحلة المراهقة فهو في الحادية عشرة من عمره حيث تبدأ هذه المراهقة . وتكون الاضطرابات السلوكية من شغب وفوضى وإهمال زائد ناجم عن عدم قدرتنا على التعامل الموضوعي مع الطفل في هذه المرحلة .


فالطفل في هذه المرحلة يحتاج عناية خاصة واهتمام خاص يحتاج إلى المزيد من المحبة والعناية والصداقة والثقة كما يحتاج إلى تلبية احتياجاته النفسية والجسدية والثقافية .


فالآباء العارفون بهذه المرحلة يخففون الضغوط عن الطفل ويقدمون له دعما ومساندة عاطفية ووجدانية وأخلاقية ومالية ويجعلون الطفل ينخرط في نشاطات ثقافية واجتماعية متنوعة .


والمشكلة في تعاملنا مع المراهق أننا نعامله في الغالب على أنه طفل بينما لم يعد كذلك بل هو مراهق وطبيعته تختلف عن طبيعة الطفل كما هو الحال بالنسبة لحاجاته النفسية والاجتماعية .


فيما يتعلق بالجانب الثاني وهو تبول الطفل اللاإرادي فإن هذا يعبر عن أن الطفل كان يعاني مشاكل نفسية في طفولته وهذا يؤثر في مرحلة المراهقة ويزيد من تأثيرها الكبير ويجعل حياة الطفل أكثر تعقيدا حيث تكون ردود فعله أعنف وأكثر تمردا وانفعالا وإهمالا .

وقد لاحظت أن معالجة الطفل كانت جسدية ولم تكن نفسية ولذا أتصح بمراجعة طبيب نفسي للنظر في مسألة التبول اللاإرادي ونتائج هذا الأمر في مستوى سلوك الطفل .

فنحن أما أمرين المراهقة والآثار الناجمة عن معاناة نفسية تتمثل في التبول اللاإرادي .


في المستوى الأول يجب أن نغير نمط معاملتنا للطفل ونبدأ بالتعامل معه على أساس أنه مراهق صغير وعلينا أنم نفهم حاجاته ونلبي تطلعاته ونساعده نفسيا ومعنويا وإنسانيا على تجاوز هذه المرحلة .

ثم كما أشرت يجب أن ننظر في تأثير المعاناة النفسية للتبول اللاإرادي وأن نبحث من جديد في تأثير هذا الأمر على سيكولوجية الطفل الذي يعاند ويشاكس ويرفض ويتمرد تحت تأثير ردود فعل الإحساس بعقدة الضعف أو النقص التي سببتها له هذه العاهة الجسدية النفسية .


ومن جديد علينا التعامل ديمقراطيا مع الطفل مزيد من الحنان والتفهم والدعم والمساندة وتأمين الاحتياجات المزيد المزيد من الصداقة والعلاقة الديمقراطية وتعزيز الإحساس بالأنا والهوية .


يمكن أيضا دعم هذا الموقف بمناقشة المعنيين في الأمر ويمكن أن نشرح لهم ظروف الطفل ومعاناته ونطالبهم بالمساندة والدعم وضمان التعامل مع الطفل على نحو أكير إنسانية وديمقراطية .

فإن لم يفلح ألأمر علينا نقل الطفل إلى مدرسة أخرى والتماس معاملة أفضل .


وفي كل هذا وذاك علينا ألا نمارس القسر والضغط والإكراه والعقاب ضد الطفل بل علينا أن نمارس كل الأساليب الديمقراطية والإنسانية من أجل دعم مساره وتعزيز الجوانب الإيجابية التي ذكرتها من ذكاء وحب اطلاع وكرم وتضحية .وأسأل الله أن يفقك سيدتي الفاضلة الكريمة.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم