السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

تضحيات لسجين ذهبت سدى !



تضحيات لسجين ذهبت سدى !

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT1CBT4ZJMQd78S8NfoDS3nCpFpJ0HNlFb2t3byMFtsMX6zVO8n

قبل أن اكتب تسابقني عبراتي،فأنا إمرأ ثلاثينيه متزوجه ولكن مهلا لا تظننوا أن زواجي عاديا لقد تزوجت وأنا في العشرين من عمري كنت ملتزمه بديني تزوجت برجل لم أطلب فيه سوى الدين رغم أنني أتمتع ولله الحمد بقدر من الجمال والتعليم
وأنا الآن موظفه كذلك تزوجت به ليعينني على ديني وخلال الاربع سنوات الأولى من زواجي كنت نعم الزوجه المطيعه له وان كان في بعض الاحيان يبدو متسلطا في أحكامه بعض الشي ولكنه على خلق ودين كنت اخاف أن أغضبه لئلا يغضب علي ربي المهم أنجبت خلال السنوات الأربع سنوات ثلاث أطفال وبعدها بدأ زوجي بالسفر لأغراض اغاثيه
وكنت أبين له ان سفره وتركي وحدي خاصة أنه ليس لي بعد الله الا هو يرهقني ويتعبني حاولت افهامه ذلك وكان يجرحني سنه ونصف يسافر ويرجع بضعة أيام وأنا اتحمل غيابه رغما عني بل أرجوه ألا يتركنا ولكن دون مجيب بعدها طلبت أن أذهب معه وذهبت معه أشهرا كل ذلك لأجل أن اصون نفسي واحمي ضعفي بقربه
وتحملت ظروفا قاسيه والأقسى من ذلك اهماله لي في الغربه وكنت احاول ان اتماسك كل ذلك لئلا أرجع واعيش وحدي وبعد مرور اشهر اضطررت للرجوع لظروف عملي لأني اجازتي قد انتهت وما زلت ارجوه ألا يذهب
وشاء الله أن يعتقل خلال سفره ويغيب بعيدا عن البلاد لسبع سنوات تقريبا دون اي اتصالات بيينا أبدا الا بضع رسايل جاءت في بدايه اعتقاله ثم توقفت لخمس سنوات
تجرعت خلالها أنواع الحرمان والعذاب والمسئوليه في حين تخلى أهله وأهلي عني طيله تلك الفتره تخيل مستشاري العزيز إمرأة في مهب الريح بكل معنى الكلمة بدأت أضعف وتخور قواي حاولت الانفصال باسلوب شرعي قانوني لم أجد من يعنني وخفت على أبنائي
وكنت أحلم بالوقت الذي يرجع فيه ليحمل عني الحمل الذي تحملته واثقل كاهلي
وقد عاد وليته لم يعد عاد بنفس طريقته واسلوبه كل شي يراه خطأويجرحني بكلماته وتصرفات أنا لم اسامحه على تخليه عني وأشعر أن ما مر بي من ضعف واعتراني من تهاون في بعض أمور ديني كانت بسببه لأنني تزوجت رجل ليحافظ على فتخلى عني
والآن بعد ما عاد كما وصفت لك أصبحت أكرهه لأنه لم يقدر شيئأ من تضيحاتي وان قلت لاحتسب الاجر في ذلك ولكن اسلوبه ينفرني منه وطريقته مع أبنائه كذلك لدرجة ان أبنائه لم يعودوا يشتاقون اليه مبدأه النقد والنقد فقط وقد كان كذلك دائما
حاولت أن ابين له أن يتروى معنا ولا يفهم أنني قد تعودت غيابه ولن دون جدوىباختصار صدمت فيه وصدم أبنائي فيه كذلك أعاني حالة تشتت واكتئاب وخوف من القادم ماأود قوله انه الى الان لم يأت ليعيش بصفه مستمره معنا في البيت
كل هذه الاصطدامات بيني وبينه عبر المكالمات لانه مازال مسجونا هناولكن سيخرج قريباوليس عندى أي شوق لخروجه طلبت منه الانفصال ولكنني اخاف على ابنائي فماذا أفعل ؟؟
اسم المستشير أم عبدالله.
_________________________
رد المستشار  :  د. محمد بن عبد الله العتيق.
أختي الفاضلة :
أسأل الله العلي العظيم أن يفرج همك وأن يلهمك رشدك وأن يوفقك للصواب أمين …. قرأت مشكلتك وعشت معاناتك وقدرت تضحياتك وصبرك خلال سنوات من المشقة في غياب زوجك فجزاك الله خيرا وأعظم لك الأجر ورزقك بر أبنائك .
أختي الفاضلة : إن واقع زوجك بعد خروجه من السجن ينبئ عن نفسية مأزومة تعيش تداعيات أحداث ضخمة مأساوية مر بها وعاشها تمثلت في السجن والاعتقال والتغرب وربما العنف سبع سنوات أو تزيد .. ومن المعروف من ناحية طبية نفسية أن من يمر بمثل تلك التجربة يعاني من مشكلات نفسية وصعوبة في التأقلم مع واقع ما بعد السجن وافتقاد لمهارات التواصل والتفاهم حتى مع أقرب الناس إليه .
فنفسه متشككة وساخطة لا يرضيها شي وصاحبها دوما ناقد وناقم . كما أن موقف أولاده منه متوقع ومتسق مع الحالة..فهم لم يعرفوه طوال سبع سنوات هي فترة غيابه عنهم فهو رجل غريب بالنسبة لهم فلا تتوقعي أن يندمجوا في العلاقة معه أو أن تكون علاقتهم كعلاقة الأبناء بأبيهم الذي يعيش معهم .. يرونه صباح مساء ويجالسونه ويؤاكلونه ويلاعبونه .
وأما فيما يتعلق بالفترة التي سبقت السفر والاعتقال ، فقد يكون زوجك ذا طبيعة صعبة لم يقدر أسرته حق قدرها واختلطت عليه الأولويات وبالغ في الاهتمام بأعماله ( ولو كانت أعمال خير وبر ) على حساب زوجه وأولاده وهو قد جانب الصواب في ذلك ولا شك .
عموما لا أريد الاستطراد في الحديث عن الخلفيات والأسباب بقدر ما يهمك أن تسمعي مني عن سبل المعالجة وطريقة التعامل الأمثل مع مثل هذا الوضع فأقول :
-كوني قريبة من الله ولتكن شكواك ولجوؤك إليه تعالى واطلبي منه العون والهداية دوما
-إياك واليأس أو الشعور بالإحباط والقنوط فمشكلتك وإن كنت ترينها صعبة ومعقدة فلها حل بإذن الله ، وبقدر ما تكونين مطمئنة النفس ساكنة القلب ستحصلين على ما تريدين بحول الله وقوته
-تعاملي مع المواقف والأحداث والمشكلات اليومية التي ترينها بهدوء وتعقل وحاولي السيطرة على مشاعر الغضب والإحباط حتى تتمكنين من التفكير بحكمة وعقلانية بعيدا عن التشنج والانفعال
-كوني حريصة على البحث عن حل للمشكلة بدلا من البحث عن سبب المشكلة أو محاولة تحميل المسئولية لطرف دون أخر
-ليكن الطلاق هو أخر ما تفكرين فيه . إنك لو فكرت في الطلاق من البداية وجعلته خيارك الأول فسوف ينغلق ذهنك وستعجزين عن ابتكار حلول بديلة وسبل أفضل ولو كانت ظاهرة ممكنة . أزيلي فكرة الطلاق من ذهنك وليكن هدفك النهائي الحفاظ على بيتك وزوجك وأولادك .
-زوجك يحتاج إلى تأهيل للتغلب على المضاعفات النفسية والاجتماعية لما بعد الاعتقال . يمكنك استشارة مختص بالعلاج الأسري أو النفسي فسوف تستفيدين منه كثيرا في ذلك .
-حاولي ترتيب شئون بيتك وزوجك قدر المستطاع ( عمل زوجك ، علاقاته ، عملك أنت ، إدارة شئون البيت ، الميزانية ، رعاية الأولاد .. الخ ) .
أنت الآن محور العائلة وأقدر شخص فيها على استيعاب المشكلة و اقتراح الحلول والعمل على تطبيقها . كما أنك تحتاجين مؤقتا إلى لعب دور الأم والأب معا لتعويض ما يحصل من نقص بسبب وضع زوجك .
-حاولي التخلص من آلام الماضي وما جرى لك من معاناة ومشقة تعرضت لها أنت وأولادك في غياب زوجك . احتسبيها عند الله ولا يكن تفكيرك مرهونا بها ومنطلقا منها .
أنت تستحقين حياة أفضل وإن لم تجر الأمور وفق ما تشتهين فلن يفوتك الأجر بإذن الله وما عند الله خير وأبقى .
-شعورك بالكآبة والتضايق والقلق والتخوف وضعف التركيز والإحباط يجب أن لا يؤثر على قدرتك على العمل أو على علاقاتك ورؤيتك وحكمك على ما حولك .
إذا تأثر شيء من ذلك فيجدر بك استشارة طبيبة مختصة بالأمراض النفسية كي تدلك على سبل التعامل مع مثل هذه الأوضاع الصعبة التي تمرين فيها وترشدك إلى بعض الطرق المعرفية و السلوكية التي تفيدك في استعادة قوتك وصفاءك الذهني والنفسي. هذا ما تيسر وفقك الله ويسر أمرك . 
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم