السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

انطواء ابنتي يخيفني .



انطواء ابنتي يخيفني .
http://www.feedo.net/Disability/images/IntrovertAndExtrovertPersonalities.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا اشكركم على الموقع الرائع جعله الله في موازين حسناتكم استشيركم بخصوص مشكلة تواجهني بخصوص ابنتي تبلغ من العمر 13 سنة وتدرس بالصف الاول المتوسط ابنتي انطوائية جدا منذ طفولتها هادئة في الفصل
ومنذ ايام الروضة لا تلعب مع الاطفال وكبرت وزاد هدوئها كانت سابقة لسنها لم تعيش طفولتها علما بانها مجتهدة ومتفوقة في دراستها في الصف الخامس والسادس الابتدائي تعرفت على زميلات لها في المدرسة وسررت لهذا الامر
ووصلت للمرحلة المتوسطة وكانت اثنتين من صديقاتها معها بل واقرب صديقتين ولكن شاءت الاقدار ان تكون وحدة منهن في فصل غير فصلها والثانية معها فالأولى بدأت بالابتعاد عنها والتعرف على صديقات جدد اما الثانية فكانت فترة معها الى ان تعرفت على فتيات اخريات وابنتي هي التي تركتها
وسألتها عن السبب قالت ان اخلاقهن لا تعجبها ومشاغبات ودائما يتواجدن في الادارة لسوء اخلاقهن وقالت انا لا احب الفتيات اللاتي ليس لديهن هم الا الكلام عن الشباب واشياء اخرى سخيفة قلت لها تعرفي على بنات اخريات مستحيل أن تخلو المدرسة من الفتيات الطيبات
قالت جميعهن لديهن صديقات قلت لها امشي مع ابنة خالك في نفس مدرستك قالت كنت امشي معها فترة ولكني وجدتها بدأت تمشي مع بنات سمعتهن ليست طيبة قلت لها انقلك من المدرسة قالت وما الفائدة يا امي من النقل هنا المعلمات ممتازات والبنات ساجد امثالهن في كل المدارس فهذا المجتمع
انا لا احب الحديث عن الاولاد او الشات والبنات ليس لهن حديث غيره تخيل يا سيدي الفاضل فتيات في المرحلة الثالثة المتوسطة ويتعاطين حبوب بيضاء ايام الاختبارات واخرى متزوجة عرفي والبويات المنتشرات في المدارس وحبهن للبنات والعلاقة بينهن
قالت لي يا امي انا لا احب هذه الاشياء لذلك اتجنب البنات في المدرسة حتى في عائلة زوجي كانت لها صديقتين من بنات عماتها ولكني بدأت الاحظ تجنبها لهما وسالتها عن السبب قالت لي اصبحن سخيفات لا يتكلمن الا عن الاولاد والتعارف
اريد فتيات كبنات خالاتي يتحدثون في جميع المواضيع في الحياة ولا يفكرن في التعارف والصداقة بين الولد والبنت المشكلة اني في مكة المكرمة مع زوجي واهله واهلي جميعهم في المدينة المنورة انا اخبرتها ان لدينا نماذج كثيرة امثال هؤلاء الفتيات في الجامعة
وان الدنيا لا تسير على هوانا فيها الصح وفيها الغلط والعاقل الذي يميز ويستفيد من اخطاء الاخرين ويختار الصح وقالت لي انا اعرف اميز والحمد لله ولكن خوفي عليها من الانطوائية الزائدة اخاف ان تسبب لها عقد في المستقبل
معلماتها يقلن لي جميل ان نجد في هذا الزمن فتاة بالأدب والاخلاق هذه ولكن المشكلة انها هادئة في الصف ولولم نرى درجاتها في الاختبار لم نكن نعلم ان هذه الفتاة متفوقة لأنها لا تشارك الا اذا المعلمة قومتها التجاوب
افيدني يا سيدي الفاضل هل انا السبب وانا المخطئة في زرع القيم الفاضلة في ابنتي ام ان المجتمع اصبح مخيف، اسفة على الاطالةوارجوا افادتي ولكم جزيل الشكر.
اسم المستشير      سمورة عمر
__________________________
رد المستشار       أ. صفاء عيد الأحمدي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
حياك الله أختي الفاضلة معنا في موقع المستشار الذي يسعد بكم وبالتواصل معكم.
حسبما ذكرت فمشكلة أبنتك تتلخص في الأتي :
1- عدم وجود عدد من الصديقات حولها في المدرسة,وخوفك عليها من العزلة الاجتماعية والانطواء
2- عدم إبداء أبنتك إي رغبة في إقامة علاقة مع صديقاتها في المدرسة بسبب اختلاف اهتماماتها عنهن .
أختي الفاضلة :
تعتبر العلاقات الاجتماعية ولانتماء إلى مجموعة الرفاق حاجة نمائية لدى الإنسان ولاسيما المراهقين , وذلك سعيا لإشباع الحاجة للتقدير والانتماء وغيرها من الحاجات النفسية الهامة .
ودعينا نتفق أولاً على أن أبنتك لا تعاني من الانطوائية بقدر ما أنها تعاني من عدم التقبل لمن حولها من الفتيات بسبب طريقة حديثهن واهتماماتهن التي لا تتفق مع ما تربت عليه ابنتك .
عزيزتي: الصرامة الزائدة التي يتبعها الآباء في تربية أبنائهم خلال فترة الطفولة قد تحدث لديهم هذه الإشكالية وتجعلهم غير قادرين على إقامة العلاقات مع من يختلف عنهم,وأنا أعلم أن ذلك قد يكون بدافع محبة الوالدين ورغبتهم الشديدة في أن يصبح أبنائهم على درجة رفيعة من الأخلاق والاستقامة.
وحل هذه المشكلة يكمن في أمرين:
– رفع مستوى تقبل الآخرين لديها حتى وإن كان الآخر يختلف عنها
– زيادة اجتماعيتها وقدرتها على إقامة العلاقات مع صديقاتها
وهناك عدة خطوات لتطبيق ذلك:
أولا : فيما يختص برفع مستوى تقبلها لمن حولها حتى وإن لم يكن هناك اهتمامات مشتركة أو كان الآخر يختلف عنا كما أسلفت:
تفهمي موقفها وتقبليها كما هي دون أن تضغطي عليها وتشعريها بالنقص.
أنصتي لها واجعليها تعبر عن رأيها ومشاعرها تجاه صديقاتها وليكن ذلك مدخلا لتحاوريها في الموضوع.
تجنبي استخدام أسلوب الوعظ عند الحديث معها فهو أسلوب لا يتقبله المراهق,وإنما حديثها عن تجاربك وكوني صديقة لها
اخبريها أن اختلاف الآخرين عنا هو مدخلا لرضا الرحمن إن استثمرناه في إصلاحهم ومحاولة هدايتهم ولن يكن ذلك إلا من خلال تقبلهم, وأن الاختلاف بعض الأحيان يكون سببا في زيادة خبراتنا في الحياة وإطلاعنا على أمور نجهلها ولم نكن نعلمها من قبل,
وهنا تكمن حكمة المولى عز وجل في أن جعلنا مختلفين, ونحن حينما نتقبل من يختلف عنا لا يعني ذلك أننا نتقبل سلوكه أو نوافقه عليه بل على العكس, أي أننا نتقبل من حولنا نفسيا بحكم صداقة العمل أو الدراسة إلى غير ذلك ولكن قد لا نتقبل سلوكهم شرعيا , والسيرة النبوية مليئة بالقصص التي تؤكد ذلك .
ثانيا: فيما يختص برفع مستوى اجتماعيتها:
أشركيها في بعض الأنشطة الاجتماعية والمراكز الصيفية والدورات, وهنا يأتي دورك في الاجتهاد والبحث واختيار المناسب منها
ليكن هناك تعاون بينك وبين معلماتها في المدرسة وبالأخص الأخصائية الاجتماعية في مساعدتها على التغلب على هذه المشكلة عن طريق إشراكها في بعض الأنشطة المدرسية , وليكن ذلك بالتدريج ودون ضغط عليها حتى لا تشعر أو ترفض
عند خروجكما معاً اسندي لها بعض المهمات مثل الاختيار والحساب وغير ذلك من الأمور التي تزيد من قدرتها على التعامل مع الآخرين وتحمل المسئولية.
عليك بالصبر وعدم استعجال النتائج والاستمرار وسوف تجني ثمار ذلك بأذن الله تعالى سائلة المولى القدير أن يجعلها ابنة بارة وأن ينفع بها إنه سميع مجيب. 
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم