السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

المكروهة والاختبارات !



 

 

قبل عدة سنوات حدثتني إحدى الأمهات باغتباط ! عن معلمة أعطت طالباتها ملخصا للمراجعة تضمن أسئلة الاختبار وأكدت عليهن بمذاكرة هذا الملخص وألمحت وغمزت ولمزت وورت ! علهن يفهمن المقصد لأن نزاهتها ومسؤوليتها أبت عليها أن تعترف لهن بأن هذا الملخص ما هو في الحقيقة إلا أسئلة الاختبار المعتمدة وفي ظنها أنها تقدم خدمة جليلة لهن وأن شفقتها عليهن دفعتها لذلك، وهي بذلك ساوت بين الكسالى باختصار عام كامل من الجد والاجتهاد على حساب المتفوقات وقدمت لهن النجاح على طبق من ذهب بينما الشفقة الحقيقية والمسؤولية من المعلمة تجاه طالبات هذا الفصل تحتم عليها أن تدفعهن نحو اكتساب كافة المهارات وإتقانها من خلال المرور على المنهج بأكمله لا اختصاره كما أن مسؤوليتها الحقيقية تدفعها للعدل وإعطاء الدرجات المستحقة لكل طالبة فمن اجتهدت عاما كاملا ليست كمن استيقظت مؤخرا وذاكرت عددا من الأوراق ونالت العلامة الكاملة ! إن نجاح كل طالبات الفصل أو المدرسة بأكملها وخلو المؤسسة التعليمية من التعثر ليس مقياس الجودة الحقيقية كما أن السعي لعدم وجود دور ثان بما فيه من مسؤوليات لا يعتبر إنجازا إذا لم يكن حقيقيا..

وعودة على هذه الأم والتي كانت تشيد بهذه المعلمة (المحبوبة) ! وتقارن بينها وبين معلمة أخرى رفضت اختصار المنهج فإن هذه المعلمة للأسف هي المعلمة (المكروهة) في نظرهم وهذه المكروهة في الحقيقة تحمل أهدافا حقيقية ورسالة تجاه طالباتها فهي تسعى لأن يكون المنهج الذي اجتهدت فيه وزارة التعليم وعلى مادته بما فيه من معرفة ومهارات حاضرا في أذهان الطالبات متقنات لمهاراته، أما المكروهة والمكروه فهو لفظ قد يلصق بمن هم ليس أهله فقط لأنهم يمارسون العدل ويطبقون القانون ويتجنبون المحاباة والغش والخداع ولا يتنازلون عن مبادئهم ويحملون ورود الحب لمجتمعهم لذلك أيها المكروه مهما كثر كارهوك وقل محبوك كن كما أنت مخلصا لدينك ووطنك وأمتك.. ولا تشتري الحب ممن لا يعرفون توصيفه !

خاتمة:

أيها الطلاب اجتهدوا فما هي إلا أيام معدودة وارفعوا (أشمغتكم وقبعاتكم) لمعلميكم المخلصين (المكروهين) ! والسلام..

———————————

بقلم أ. غنية الغافري

المصدر :

https://www.alyaum.com/articles/6434805/الرأي/مقالات-يومية/المكروهة-والاختبارات-!

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم