السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

الحياة مع أحلام اليقظة .



الحياة مع أحلام اليقظة .

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRES6Me2Hw_ScMyMNE8nYixp7dTXHqEXCsSpLMA7KyfOFmMGyCLLA
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. 


أنا فتاة ابلغ من العمر 21 عاما أحلم أحلام يقظة في أوقات فراغي في مستقبلي و أحل مشاكلي عن طريقها , و لكن عندما تواجهني مشكلة كبيرة أمضي وقت طويل في حلها 

تكاد أن تأخذ كل وقتي بل هي كذلك إلا إن كان علي قيام أعمال تتوقف على مستقبلي فأنا أطر إلى تركها رغم راحتي فيها و من ثم أعود لها . 


طريقتي في حل مشاكلي عن طريقها أبداء بالبحث عن حل عن طريق الحوار مع شخص أثق في رأيه (و أكيد وقتها في الواقع لا أستطيع التحدث إليه) وهو الغالب أو أحيانا مع الشخص الذي بيني و بينه المشكلة … 

إن وجدت حل ارتاح قلبي و إن لم أجده يظل تفكيري بالموضوع حتى أحيانا أشعر أني أكاد أن أجن و لكن تتخلل في هذه المرحلة أني أحلم أن الأمور على خير و أني أتوهم و أحيانا أحاول أن أتخيل الأمور من دون المشكلة أو بعد علاجي لها كيف ستصبح الأحداث من حولي و كيف سأتعامل معها !!!!


(كل هذا في أحلامي ) أنا في الواقع لا أحب أن أقول مشاكلي الكبيرة لصديقاتي و أخفيها عنهم … أحيانا أخاف من النتائج مثل تجاهل التحدث أمامي عن بعض المواضيع حتى لا أنزعج و لأني لا أظن أنهم سيعطونني الحل المناسب من الممكن أن أسألهم بطريقة غير مباشرة

مثل رأيهم في موقف معين أو أنظر إلى طريقة حلهم للأمور و لكن لا أرتاح إلى حلهم أشعر أنهم لا ينظرون لها من جميع الجوانب و بطريقة الصحيحة فأنا أن أردت أن أقول شيء أود أن أقول ل من أجد عنده الحل .

وأحب أيضا أن أحل مشاكلي لوحدي حتى أقتنع أني لا أستطيع أحلها فأحاول أن أجد شخص يساعدني .هل أنا صائبة في طريقتي من جميع النواحي ؟؟؟ و إذا لا ما هو الحل الأمثل ؟؟؟


وعلمت أيضا أن حتى لو كنت أحل مشاكلي عن طريق أحلامي اليقظة هناك وقت يجب أن لا أتجاوزه … فما هو حسب عمري ؟ ؟

وأنا أيضا لا أرى أن من الضروري أن أقول لمن أحبه أني أحبه – طبعا مع شرعية ذلك – لو كان يوجد لي مصلحة ما عنده لكي لا يسيء الظن . فهل هذا خطأ ؟؟؟

وأيضا أنا في العادة أستطيع الاعتذار فلا أواجه أي مشكلة ولكن في مرة لم أستطع أن أعتذر كان لشخص أحترمها جدا و أحبها فقد نظرت عليها نظرة طويلة كانت مبتسمة في وجهي لكن لم أستطع أن أبتسم … كنت أفكر … كنت متعبة من مشاكلي …

هي أظهرت ضيقها من تصرفي أنا لم أعرف ماذا أقول خجلت من نفسي لأنها أكبر مني أيضا أعرف أن الوقت قد فات أن كان يجب علي الاعتذار … و لكن ماذا لو تكرر الموقف مع شخص آخر ماذا أفعل …

ماذا أقول ؟؟أعتذر عن كثرة الاسئلة و تشعبها لكن هذا ما أحتاج إلى الرد عليه جزاكم الله عني صحبة الرسول الكريم – عليه أفضل الصلاة و سلام – تحت عرش الرحمن .

اسم المستشير      حنين
__________________


رد المستشار       أ. حازم محمد صالح قواقنه

بسم الله الرحمن الرحيم .

أختي الفاضلة حنين :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وانتم بألف خير وتقبل الله منا ومنكم الطاعات ..

أشكركم على تواصلكم مع موقعكم هذا داعيا الله تعالى أن يوفقنا وإياكم بتقديم كل نصح ومشورة تدخل الفرح والسرور والسعادة إلى أعماقكم .. وصلتني رسالتكم وقرأتها بكل تفاصيلها وحمدت الله تعالى على ما منحك إياه من صفات ايجابية كثيرة منها أنك فتاة مؤمنة نقية تقية وبصحة جيدة ، جامعية مثقفة واعية، في مقتبل العمر الوردي ،

وكما جاء في رسالتكم تلجئين للحوار مع من تثقين بهم لحل مشكلاتك ، ولديك بفضل الله القدرة على مواجهة الصعوبات لوحدك وبكل ثقة واطمئنان ، ولديك الجرأة على تقديم الاعتذار عن أي خطأ قد يصدر منك وهذه صفة نادرة ولا يتصف بها إلى الواثقين بأنفسهم والايجابيين، وغيرها من الصفات الحميدة التي تستحق التقدير منك أولا ثم من المحيطين بك.


أما فيما يتعلق بأحلام اليقظة فأرجو أن تعلمي أختي الكريمة أنك فتاة وفي عمر يحلو فيه رسم معالم المستقبل والتأمل والخيال ،، بل وتسعد الفتاة كلما بالغت في هذا الخيال وحلمت به ، وهي بذلك تشبع الجانب العاطفي والوجداني لها بما يحلو ويروق لها وبالطريقة والكيفية التي تشاء،


وأحلام اليقظة يعاني منها البعض من وقت لآخر، خصوصاً عند ظهور الضغوط النفسية؛ فيستخدمها البعض للتنفيس عن إحباطاتهم. وهي وسيلة واستجابة بديلة للواقع لكونها حرة طليقة لا قيود لها.


وهنا لا بد لي من القول أن الخيال الواسع أو أحلام اليقظة يعيشها كل فرد فينا ولكن بنسب متفاوتة، وهي تشجع الإنسان على أن يطمح ويخطط لمستقبله إن كانت بدرجة مقبولة ومعقولة ومناسبة لقدراته وواقعه ،


أما أن تتجاوز الحد المقبول شرعا وخلقا وأن تصبح عائقا لحياتنا النفسية والاجتماعية وتؤثر سلباً، وأن تنقلك إلى عالم الأوهام وعالم لا تستطيعين أن تحققي جزاء يسيرا منه فهذا أمر غير محمود .، لأن ذلك له عواقب وخيمة على التفكير والسلوك .

وتأكدي أختي ان ما يسبب هذا التخيل والوهم والارتياح لعالم الأحلام هو فراغ القلب والعقل من أفكار وأعمال تعين على تجاوز المحن والصعوبات في حياتنا الدنيوية هذه وتسعد المرء في آخرته وتثقل موازين أعماله. فعندما لا يجد الإنسان وسيلة لإشباع دوافعه في الواقع فإنه يحقق إشباعاً جزئياً عن طريق التخيل أو ما يسمى أحلام اليقظة.


وهنا لا بد لي من نصحك بعدم الاسترسال بهذا الخيال وان لا تعيشي أوهاما تتجاوزين فيها واقع حياتك ، ولاحظي ما جاء في رسالتكم من بعض الأفكار والمعتقدات الخاطئة والتي تحتاج منك ايقفها تماما وعدم السماح لها بالسيطرة على عقلك وسلوكك مثل قولك ( أحيانا أخاف من النتائج مثل تجاهل التحدث معي ..) وقولك (لا أحب أن أقول مشاكلي لصديقاتي ..

لأني لا أظن أنهم سيعطونني الحل المناسب ) وقولك ( لا ارتاح لحلهم ..) لاحظي أن كل هذه اعتقادات مسبقة وافتراضات أنت افترضتها مسبقا وقد يكون الواقع مختلف تماما عن توقعاتك هذه ..


وللإجابة عن بعض التساؤلات الواردة في رسالتكم أقول فيما يتعلق بالسؤال الأول هل أنت صائبة في طريقة حلك للأمور من جميع النواحي وإذا لم تستطيعين تبحثين عمن يساعدك بذلك ؟ أقول نعم هذه خطوة ايجابية وفكرة رائعة أن تعتمدي أولا على نفسك مما ينمي لديك الثقة بالذات والقدرة على حل المشكلات وليس عيبا أن يلجأ الشخص إلى من يثق به لاستشارته فيما يعترضه من مشكلات ويستمع إلى النصيحة والمشورة.


وفيما يتعلق بسؤالك: هل هناك وقت يجب ان لا تتجاوزينه في أحلام اليقظة ؟

الحقيقة أن أحلام اليقظة هي وسيلة بديلة للواقع وكثير من الناس يلجأ إليها لأنها تجلب له الشعور بالراحة لكنها لا تؤدي دائما إلى حلول تتناسب مع الواقع فليس هناك وقتا ما لها والحكم لا يكون من هذا المنظور بل يكون من خلال مدى ملاءمتها لواقعك أو بعدها عنه. هل هي ايجابية أم سلبية .. وهل نتائجها حققت لك ما تريدين أم لا..


أما سؤالك أنك لا تقولين لمن تحبينه أنك تحبينه فهل هذا خطأ؟

لا اعرف هنا حقيقة المقصود بالحب الذي تعنينه ، فأنت تعلمين مدى الحفاظ في عقيدتنا وديننا الحنيف على ميزان الشرع لجميع أمورنا فان كان الأمر الذي تقصدينه لا يخالف الشرع فليس هناك حرج من البوح بمشاعرك وعدم إخفائها وان كان مخالفا لذلك فالنهي والابتعاد عنه أفضل واعف واطهر.


وسؤالك الأخير لو تكرر معك موقف مشابه لما حدث مع صديقتك التي تحترمينها وتحبينها ؟

فأقول أن الاعتذار سلوك راقي ونبيل وهو من دلائل الثقة بالنفس والايجابية وحسن الخلق ولا عيب في ذلك أبدا، بل يعزز ثقة الإنسان بنفسه ويحببه للآخرين.


وللمساعدة في التخلص من أحلام اليقظة انصح بما يلي :

1- تقربي إلى الله واملئي قلبك وعقلك بحب الله والذكر والدعاء وقراءة القرآن والعمل الصالح…

2  – القراءة والمطالعة والعلم النافع خاصة سيرة الصالحين والصالحات الذي يعزز ويغذي أفكارك المنطقية الايجابية ويزيد خبراتك الواقعية في مواجهة المشكلات وطريقة حلها.


3 – مصاحبة الفتيات الصالحات الطيبات وطلب المشورة منهن والاستماع لهن وتبادل الخبرات معهن فهن خير معين لك في حالات الكرب والشدة


4 – التخلص من الأفكار والمعتقدات غير المنطقية والسلبية التي تسمح لك بالهروب من الواقع إلى الخيال وإيقافها ودحضها وأن تكبحي نفسك، ويجب أن تكوني صارمة مع ذاتك، واستبدالها بالأفكار المنطقية الايجابية والانتقال إلى مرحلة الجدية والنضج العقلي والفكري والسلوكي والانفعالي.


5 – التدرب على مهارات حل المشكلات وإدارة الوقت والاسترخاء والتنفس الصحي السليم والرياضة والترفيه التي تجدد حياتك وتبصرك بحلول أكثر واقعية وبعيده عن الخيال البعيد.

6  – وضع الأهداف الواقعية والتي تستطيعين تحقيقها وترتيبها حسب الأهمية والأولوية.

7  – مشاركة الصالحات في تقديم العون والمساعدة لبعض الفئات الخاصة والمرضى الذي هم بأمس الحاجة إلى المساعدة .

أكرر لكم شكري وتقديري على تواصلكم مع موقعكم داعيا الله تعالى أن يسعدكم في دنياكم وآخرتكم .


تصميم وتطوير شركة  فن المسلم