السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

الحب الجالب للسعادة .



الحب الجالب للسعادة .
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT9Q2-zkCQjxU9ItLlbUC2T8Mg2LIlCnW3G-CJ6UWLA62pIf8XJvrLgDQKjaQ

السلام عليكم
انا فتاه أبلغ من العمر 23 قصتي أنني أحببت شخص وهو يحبني أيضاوبعد فتره دامت سنه ونصف السنه طلب مني مقابلته وقابلته ولكن عندما تقابلنا اكتفى فقط بالنظر لي من بعيد وبعدها رجع من حيث اتي مع العلم انه من منطقه غير منطقتنا وتبعد كثيرا عنا
هل تصرفه صحيح ؟؟ ام هو جبان ؟؟وهل هو فعلا يخاف على سمعتي ؟؟

الذي يحيرني كيف استطاع ان يذهب بدون حتى ان يراني من قريب ؟؟وبعد هذه المقابله كأن شيئا لم يكن ولم يتغير منه شيء وقال لي أنه فعل الصواب وان كتب الله لنا نصيب فنحن لبعضنا ؟؟ وهذا مايحيرني اكثر ؟؟
واحببت ان اضيف ان هذا شخص ماديته سيئه جدا ولم يطلب مني ان انتظره للزواج …..

أعلم بأني في هذا لعمر من المفروض ان اعرف ماهو لي وماهو علي ولكن انا لم اجد احدا استشيره غيركم لاني لااحب ان اخبر احدا اسراري …ارجوا الرد وجزاكم الله كل خير

اسم المستشير     mona
_____________________

رد المستشار    الشيخ عبد الله بن راضي المعيدي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أختي الحبيبة :

الحب شيء جميل، ولا يمكن أن تكون الحياة ممتعة إلا بالحب، وفي الجهة الأخرى قد يكون الحب سبباً لتعاسة العبد، ولذا يتوجب علينا أن نعرف متى يكون الحب جالباً للسعادة، ومتى يكون على العكس من ذلك؟

وهنا بالضبط أريدك أن تقفي معي هذه الوقفة ؟؟!!

تخيلي دائماً أنك استمررتِ على هذه العلاقة ..و تخيلي لو أنها تشعبت وتوثقت، فإن هذا الشاب الذي تحبينه قد يسلطه الله عليك.. فيفضحك إما بتسجيل لمكالمة بينك وبينه، وإما أن يسجل عليك مقطعاً مرئياً ينشر بالبلوتوث بين الشباب، فيفضح أمرك، ويلحقك العار والخزي مدى حياتك..؟؟!!!

استشعري دوماً عزيزتي اطلاع الله عليك، ومراقبته لك في سرك وعلانيتك في خلطتك وعزلتك، دائماً تذكري قوله تعالى:. “ألم يعلم بأن الله يرى”.

“وذروا ظاهر الإثم وباطنه” “يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور” استشعري ذلك وستجدين خشية الله والخوف منه والحياء من اطلاعه يسري في قلبك.. وإن كنت لا تحسنين ذلك فتعرفي على ربك من خلال التأمل في أسمائه وصفاته وعظمته في ملكوته، فإن ذلك يورث في قلبك استشعار قربه وقدرته وسلطانه عليك.. فإنه سبحانه فوق سبع سموات مستوٍ على عرشه استواء يليق بجلاله وعظيم سلطانه.. وهو مطلع عليك لا تخفى عليه خافية من أمرك.. ينزل عليك نعماءه ورحماته، وتصعد إليه نزواتك وعصيانك عند هذه الروحانية ليستحيي قلب المؤمن فيترك ما يغضب ربه، ويهرع إلى ربه أن يتجاوز عنه، ويعصمه من الشر..

وحتى تكون إجابتنا وافية لابد من تذكر أن واهب الحب هو الله وحده، كما أنه -سبحانه– المتصرف في جميع الأمور، فمن أراد الحب الحقيقي الجالب للسعادة فليطلبه من واهبه سبحانه وليس من غيره، فمن بحث عن الحب الحقيقي في غير منهج الله فليستعد لدفع الثمن، ولا أقصد بالحب الحقيقي أن لا يوجد حب في القلب، لا بل يوجد وربما أشد من غيره، ولكنه حب لا يجلب السعادة، بل يحول حياة العبد إلى شقاء، فبدلاً من أن يكون نعمة يصبح نقمة، والقلب بطبيعته لابد أن يكون فيه حب، فلا يمكن أن يكون فارغاً دائما وأبدا، وعلى العبد أن ينظر في قلبه ويراجع محابه.

وثمة أمر آخر لا يقل أهمية عن ذلك، ألا وهو أن الحياة ليست كلها حباً من نوع واحد، بحيث تتوقف حياتنا على هذا النوع فقط، بل هناك أشكال من الحب كثيرة، فحب الوالدين وحب الزوجة والأبناء وحب الأقارب وقبله حب النفس ذاتها، فلا ينبغي أن ننسى أنفسنا على حساب الآخرين، وأعلى أنواع وأشكال الحب وأكثرها أهمية، وللأسف يغفل عنه الكثير من الناس هو حب الله ورسوله، الذي يحقق لك أعلى درجات السعادة، ومن الطبيعي أن تكون كل هذه الأنواع والأشكال في القلب، فلا يعني وجود نوع أن تلغى الأنواع الأخرى، كما أن كل هذه الأنواع والأشكال طريق تحقيقها هو الالتزام بمنهج الله قولاً وعملاً، وما شقي من شقي في هذا الباب إلى بابتعاده عن منهج الله بصورة كبيرة أو صغيرة.

قد أكون أطلت عليك في المقدمة، لكن لابد منها، أما قضيتك فإليك جوابها:

1- ليس واضحاً من الرسالة كيف تعرفت على هذا الشاب، وما طبيعة العلاقة بينكما؟ فالظاهر من البداية أن فيها مخالفات شرعية، فما كان بداية خطأ فلا ينبغي أن يستمر، فهي تذكرة ربانية لك للعودة إلى المنهج الشرعي.

2- لعل عدم زواجك به هو خير لك، بل هو خير لك بالتأكيد؛ فما يقدره الله للعبد المؤمن هو خير له؛ لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له” ففي كلتا الحالتين خير له، والحياة إما سراء أو ضراء، ولا ثالث لهما.

3- ماذا تعرفين عن ذلك الشاب غير جماله، وربما معلومات محدودة، وما تجهل عنه الكثير، لا أقصد أنها سيئة، ولكني أقصد أنها قد لا يكون الشاب المناسب لك كزوج، فالحياة الزوجية حياة عمر وعُشْرة طويلة تحتاج إلى مقومات تتناسب مع كلا الطرفين، ولا يعلم خفايا النفوس وحقائقها إلا خالقها وهو أيضاً الرحيم بها، فهو أرحم بالعبد من العبد نفسه، لذا فما قدّره الله هو خير لنا.

4-حاولي إشغال نفسك بما تحبين وترغبين، خاصة عند ورود الأفكار حول ذلك الموضوع ، فأنت فتاة –أسأل الله أن يطيل عمرك بطاعته- والمستقبل أمامك كبير والفرص، كثيرة فلا تجعلي قضية واحدة -مهما كانت- تعيقك عن تحقيق طموحك وآمالك.

5- إلغاء فكرة الزواج بذلك الشاب نهائياً، وقطع الأمل من ذلك.

6-تيقن أن نسيانه ممكن بل وبسيط جداً متى ما كنت تريدين بعد الاستعانة بالله، واعلمي أن الشيطان هو الذي يقنعك بأنك “لا تستطيع” وقد تكون ساهمتي معه باستسلامك لذلك، وإلا فأنا على يقين بأنك تستطيع؛ لأنك استطعت تحقيق أشياء كثيرة في حياتك، وتجاوزت الكثير من العقبات والمشكلات وليكن شعارك هنا “أنا الفائز –بإذن الله-“.

7- كثرة الدعاء بأن يبدلك الله خيراً منها، ويبدلها خيراً منك، والدعاء هنا ليس لك فقط بل تدعو لك ولها بالتوفيق، ولا يكن دعاؤك بوضع حل معين، بل تترك الأمور للعليم الحكيم سبحانه، ولا تنسَ آداب الدعاء، مثل الوضوء ورفع اليدين واختيار الزمان المناسب، مثل بين الأذان والإقامة، والثلث الأخير من الليل، والوضع المناسب مثل السجود.

8- التقرب من الله أكثر وأكثر، والسعي في كسب محبة الرب سبحانه –وما ذلك على الله بعزيز– وإليك هذا الحديث العظيم عن الله عز وجل، يقول: “… ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه” فهل هناك أعظم من هذه النعم!

وفقك الله وزادك علماً وعملاً وتقوى . أنصحك بقراءة كتيب قصة امرأة .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم