السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

التخطيط لزواج المستقبل



http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTvqxUuebTc19dy_f_9kVKywuPGC48pIhoPxMRg3uS-W_URzkN3
الاخ الدكتور ابراهيم بن صالح

السلام عليكم وكل عام وانتم بخيرالدكتور ابراهيم عندى استشارة وهى انا لدى ابناء خالى قد تعلقوا بى ويكنونا لى المودة المحبةوقد اثرت فيهم من الناحية الدينية بسبب النصائح التى اوجهها لهم وقد التزام البنات بالحجاب الشرعي والمحافظة على الصلاة ولله الحمد والمنة والاستشارة هىبخصوص بنت خالى التى تبلغ من العمر 12 سنة وانا ابلغ من العمر 28 سنة والحمد لله فهى تتمتع بصفات طيبة وقد اترةت فيه منصحتى

وقد اعجبتنى هده الصفات واتخدت قرارر الزواج به فى المستقبل ان شاء الله مع العلم انه اكتر ابناء خالى تعلقا بى وانا اشعر بميول قلبى وعاطفى اتجهها مع العلم ان علقتى مع ابناء خالى ومعها خصوصا فى نطاق الادب والحشمة والاحترام والمشكلة التى اتعبتنى نفسيا

1- فارق السن بينى وبينه فما مدىتئثير هدا الفارق يدكتور ابراهيم هل هو معقول ام لا 2- هل ادا كان هدا الفارق معقول هل من الصواب ان اخبر خالى انى انوى الزواج من ابنته فى المستقبل ام لا 3- خالى وزوجته ليسوا ملتزمين بالشكل المطلوب وقد اترث فى ابناء خالى زيارتى القليل لهم من ناحية الالتزام وخاصة البنات فهل اواصل زيرتى لهم ام اقلال منها 4- حصل عندى اشكال فى هد الموضوع تعلمون يدكتور ابراهيم انى قد احتاج الى 5 سنوات تقريبا لكى اتمكن من الزواج ببنت خالى وكدلك المهور لدينا غالى والمسكن كدلك هده من جها ثم اقول فى نفسى ان هدا من طول الامل ويجب دكر الموت وان هدا الدلى افكر فيه تعلق باالدنيامما يجعلنى لاانظر نظرة مستقبلية لهدا الموظوع

ارجوا من الدكتور ابراهيم ان يدلنى على الراى الصحيح والتصرف لابحكمة اتجاه هد الموضوع وبارك الله فيك والسلام عليكم ورحمة الله

اسم المستشير      ياسر الليبى

_______________________

رد المستشار       د. إبراهيم بن صالح التنم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

حياك الله أخي الحبيب الغالي ياسر , وأهلاً وسهلاً بك مرة أخرى على موقعنا الالكتروني ( المستشار ),
وكل عام وأنت والأهل بخير وصحة وعافية .

أحمد الله إليك وأساله تعالى أن يبارك فيك ويجعلك قرة عين لأهلك ولدينك ولبلدك .

أعجبني كثيراً صلاحك وتمسكك بدينك , بل وقيامك بدعوة أهلك وتعدي هذا الخير إلى بيت خالك , حرصاً منك على نفعهم وهدايتهم , لقد أثلج صدري وشرح نفسي تأثر بيت خالك بدعوتك ( التزام بنات خالي بالحجاب الشرعي والمحافظة على الصلاة ) . ثم أراك – وفقك الله – تحمد الله وتثني عليه الخير كله أن وفقك لهذا
فتقول : ( ولله والحمد والمنة على ذلك ).

لذا وصيتي لك أيها الحبيب الثبات على هذا الخير , والاستمرار عليه , ودعوة بقية الأهل

للالتزام بدينهم والمحافظة على سنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم , وتعاهد هذا الخير بالسقي والرعاية , وعليك بالإخلاص لربك في جميع أعمالك , فإن الشيء ما كان لله دام واتصل , وما كان لغيره زال وانفصل .

حبيبي ياسر:

لقد تأملتُ ما ذكرته في رسالتك عن علاقتك بأولاد خالك لاسيما تلك البنت التي أعجبتك منهم بالتزامها وتمسكها بدينها ثم أنت تريدها أن تكون زوجتك في المستقبل .

لقد وصفتَ علاقتَك بها بأربع صفات : إذ أنها طيبة , وممن تقبل النصيحة وتحب الخير , وأنت معجب بها , وتتميز علاقتك معها – على وجه الخصوص- بـ( الأدب والحشمة والاحترام ).

أخي ياسر : لقد ذكرتَ أنك تريد نكاح هذه البنت بعد خمس سنوات من الآن من أجل أن تستعد لمتطلبات الزفاف وحاجيات الزواج , وهذا يعني أن يكون عمر البنت بعد خمس سنوات 17سنة , وعمرك 33 سنة . هذا الزواج يمكن أن يكون ناجحاً حقيقة ويمكن أن يكون العكس , فالأمر فيه مرهون بتوفر مستلزماتٍ مهمةٍ محيطة به تحكم عليه فعلاً بالنجاح أو الفشل .

فإذا كانت هذه البنت عاقلة رشيدة حكيمة صاحبة منطوق جميل , تبادلك شعور المحبة والمودة , فإنني لا أرى – في الحقيقة – أن يكون فارق السن الذي ذكرته مانعاً من نجاح هذا النكاح ، لاسيما وأنت تعلم أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم تزوج أمنا عائشة رضي الله عنها وهي بنت ست سنين ودخل بها وهي بنت تسع ,

وكان زواجه صلى الله عليه وسلم بها من أنجح الزواجات , بل كانت بينهما مودة ومحبة لا يخفى أمرها على أحد نقلتها لنا كتب الحديث والسيرة , ولو تأملت أخي ياسر في هذا الأمر لوجدت أن عائشة توفرت فيها صفات النجاح لهذا الزواج مع صغر سنها , فقد كانت عاقلة محبة حكيمة .

أما إذا كانت إمكانات هذه البنت لا تؤهلها أن ترتبط بها , فإني أرجوك أن لا تتسرع في الارتباط بها والتقدم لها لأجل ما بدا لك من ظاهر حالها فقط .

أخي ياسر:
إذا تبين لك فعلاً صلاح ارتباطك ببنت خالك وغلب على ظنك تحقق السعادة معها ,
فلا حرج عليك أن تبديَ رغبتك لخالك , لكن ليكن ذلك عن طريق الوالدة – حفظها الله – .

أما ما ذكرته عن خالك وزوجته أنهما غير ملتزمين بدينهما بالشكل والوضع المطلوب , فهذا أمر لا يضرك ما دمت أنك سوف تعيش في مكان يبعد عنهما ؛ فالله تعالى يقول:( ولا تزر وازرة وزر أخرى ), فهذا إبراهيم عليه السلام مع والده الكافر , وهذا نوح عليه السلام مع زوجته وابنه الكافرين , فـ (كل نفس بما كسبت رهينة ) , فما دامت الفتاة صاحبة دين وخلق فهذا كاف في قبولها وصلاحيتها للزواج .

وأما قولك ( إن هذا التأخير لمدة خمس سنوات من طول الأمر ونسيان تذكر الموت ), فهذا – ولله الحمد – يدل على يقظة قلبك وقوة دينك وصحة تفكيرك , ولكن ما تقوم به إنما هو من حسن التدبير والتخطيط الجيد للمستقبل , وهذا لا شيء فيه أبداً ما دام المسلم يبتغي مرضاة الله ثابتاً على طاعته مبتعداً عن معصيته , ولا يعتبر هذا أبداً من التعلق القبيح بالدنيا , بل هو من حصافة العقل وسلامة التدبير وحسن المقصد , فقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه ادخر قوت أهله سنة , وهو أخشى العابدين وأشد الطائعين لله رب العالمين .

أخي الفاضل : ليس عيك جناح في الاقتران ببنت خالك ما دامت أنها صاحبة خلق ودين وعقل , وفارق السن الذي ذكرته لا يؤثر عليكما ما دمت أنك تحبها وتريدها . الجأ إلى الله تعالى , وأكثر من الدعاء والانطراح بين يديه , واستخر الله , واسأله الهداية والتوفيق , وستجد ما يثلج صدرك ويريح قلبك ويحقق مطلوبك .

أشكرك من صميم قلبي مرة أخرى على تواصلك معنا , وأسال الله لك حياة سعيدة هانئة مطمئنة .

والحمد لله رب العالمين .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم