السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

اضطراب ما بعد الصدمة



اضطراب ما بعد الصدمة:

الناجون من الحروب، وواجب المجتمع نحوهم

 

                                                                        

يعد اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة Stress Disorder Post- Traumatic هو سادس مشكلات الصحة النفسية في العالم، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية WHO والرابطة الأمريكية للطب النفسي   APA، فإن اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة يمثل استجابة مرجأة أو ممتدة أحدثت موقف ضاغط مستمر لفترة قصرية أو طويلة ويتصف بأنه ذو طبيعة مهددة أو فاجعة، ويحتمل أن يتسبب في حدوث ضيق أو أسى شديدين غالبا لدى أي فرد يتعرض له مثل: الموت العنيف لأشخاص آخرين، أو أن يكون الفرد ضحية للتعذيب أو الإرهاب أو الاغتصاب.

ووفقا لمجلة العلاج السلوكي الأمريكية، مجلد 45، عدد6، 2014 فإن اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة من أعلى معدلات الانتشار بين الناجين من الحروب فثمة دلائل تشير إلى أن الناجين من الحروب، أو العمليات الارهابية يكونون أكثر عرضة لمخاطر كبيرة في صحتهم النفسية والعقلية، لاسيما صحتهم الجسدية، مقارنة بالأشخاص الذين تعرضوا إلى أنواع أخرى من الصدمات الحياتية كالكوارث الطبيعية مثلا.  فالذين يعانون من اضطراب ما بعد صدمة الحروب، أو الإرهاب لا يستطيعون التوافق السوي مع الآخرين، لما يعانونه من أنواع القلق، ومن الاكتئاب فضلا عن اضطرابات في النوم، وتشوهات معرفية في أفكارهم.

وتجد الإشارة إلى أنا الناجون الذين يعانون آثار ما بعد الصدمة يمرون بمراحل عدة، المرحلة الأولى الحادة وتكون بعد الحدث مباشرة، ثم تليها المرحلة الثانية والتي تستغرق عدة أيام إلى أسابيع، ثم المرحلة بعيدة المدى التي يمكن أن تستغرق شهور إلى سنوات. 

وسنتحدث هنا بإيجاز عن حالات التشخيص لاضطراب ما بعد الصدمة وفقا لدليل التشخيص الاضطرابات النفسية والعقلية( DSM IV 1996)  الصادر من الجمعية الأمريكية للطب النفسي    APA :

 

A- شخص تعرض لحادث أو صدمة ( المواجهة الأولى) كأن يكون الشخص نفسه أو أشخاص آخرون مقربون منه على وشك الموت أو تحت التهديد بالسلامة الجسدية يظهر لديه ردة فعل كالخوف الشديد، والعجز أو الرعب .

B- شخص تعاوده معايشة الحدث الصادم باستمرار على شكل (معاودة الذكريات المؤرّقة والمزعجة (الصور، والأفكار والتصورات) ، أو معاودة الأحلام المجهدة  .

C- شخص يتهرب دائما من المثيرات والذكريات المرتبطة بالصدمة أو تسطيح الاستجابة العامة لها. وذلك عندما يشعر بثلاثة من المعايير التالية:

  • التجنب المقصود للأفكار والمشاعر أو المحادثات المتعلقة بالصدمة.
  • التجنب المقصود للأنشطة والأماكن أو الأشخاص اللذين يثيرون الذكريات
  • عدم المقدرة على تذكر جزء هام من الصدمة
  • تضاءل ملحوظ للاهتمام أو المشاركة في الأنشطة الهامة
  • الإحساس بعدم الارتباط والقطيعة عن الآخرين
  • محدودية التأثر العاطفي
  • الإحساس بمحدودية المنظور

D- شخص تصاحبه دائما أعراض التوتر، من الأعراض التالية :

  • مصاعب في الاستسلام للنوم أو الأرق
  • الهيجان أو نوبات الغضب
  • مصاعب التركيز
  • التحفز (اليقظة الشديدة)

E- شخص يعانى من توتر يستمر لفترة أطول من شهر واحد

F- شخص يعانى من التوتر بسبب آلام مرضية سريرية كبيرة أو اختلال في المركز الاجتماعي أو المهني.

هذا، وسيعد كاتب هذه السطور القارئ الكريم الحديث عن سبل علاج اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة في المقالة القادمة إن شاء الله

________________

دكتور/ السعيد دردرة                   

قسم التربية وعلم النفس- الكلية الجامعية بالقنفذة – جامعة أم القرى

 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم