السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

اشتغلت بالنعم عن المنعم .



اشتغلت بالنعم عن المنعم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله عنا خير الجزاء يارب وربنا يفرج همومكم كما تفرجون هموم من يستشيرونكم 
انا تخرجت وحصلت على بكالوريوس احياء مختبرات وتحاليل طبية تكمن مشكلتي في اننى اكون مع الله وتاتيني الدنيا بوهمها الزائل”الابتلاء” فارنو اليه والتهي بالنعمة عن المنعم فيكون ذاك هو الابتلاء ثم تتلاشى تلك النعمة لاجد نفسي خسرة الدنيا 
والاهم اننى نسيت ورائي حبل عظيما حبل الله الذي قد كنت اعتصمت به ف حينما ابتسمت الدنيا قليلا تركت حبل الله فخسرة وقتها كل شي حتى و الا لم تدبر الدنيا عنيي 
ما اريده هو كيف اظل مستمسكا بحبل الله متييين مهما فتحت لي الدنيا خضرتها بل وازداد قوة معها. انا تعرضت للخطبة مرتان وفسخت وكانت نواياي لله ولمرضاته ولكنني في كلا المرتين فترت وبعدت من ناحية ذكر والمناجاة والقيام وخلدت الى الدنيا 
وما احزنني من هذه الامور اكثر من حزني اننى تركت ربي وجعلت عبادا ضعاف اولوية رغم عدم محبتي لهم لسوء اختيارى وقصور نظري او عدم وضوح الرؤية في الاختيار فكانت الاختيارات وبالا علي بل وشعرت بحمق اختياري ولكن عظمة الخالق بمواقف انهى الامور سبحان الله ولله الحمد والفضل والمنة.. 
كما ان هناك امر يزعجنى من نفسي اننى لابد ان انفذ عما يقوله الناس وهذاامر ايضا يزعجنى من نفسي واكتشفت الكثير من امراض القلوب في ذاتى واهمها الكبر والعجب بالنفس فلما كنت اجلس مع احدهم لم اكن ارى الا ذاتي ابتداءا 
وقد وضعت معلومة في راسي اننى استطيع التعايش مع اى شخص وانى ساهديه ووو ان عندي التميز الذي يلفت انتباه اى احد ولله الحمد اننى صحوت من ذاك الوهم الكاذب وبرحمة من الله.. 
الان ارانى اخاف من نفسي من ناحية ان امور الدنيا تاتي وتروح ووالله انى لاخاف والعياذ بالله ان اظل الدغ دون استفادة وهذه مأساة والله لذلك كان تساؤلي في بداية الموضوع هو هاجسي وبماذا تنصحوني 
وهل خفي عني شيء من الدروس بعد لم استخلصه ويعلم الله اننى كم جلست مع نفسي حتى افهم العظة وهذا ما استخلصته ونسال الله الهداية ودعواتكم وارشادكم لنااا يارعاكم الله . 
اسم المستشير   : سمر 
____________________ 
رد المستشار   :   د. خالد بن صالح باجحزر 
بسم الله الرحمن الرحيم . 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 
الأخت الفاضلة حفظها الله تعالى …آمين . 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: 
بخصوص ما أشرت إليه لنا معكِ بعض الوقفات ومنها : 
الوقفة الأولى :- المؤمن في هذه الحياة مبتلى ببعض الهموم والمصائب والكدر يقول الله تعالى:{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ}[سورة البلد:4] 
ولابد من ترسيخ هذا الأمر في نفس المؤمن والمؤمنة على حد سواء لماذا؟؟ حتى يرضى بقضاء الله تعالى. 
الوقفة الثانية :- الرضا بقضاء الله وقدره وهذا يحقق الراحة والاطمئنان للمرء مما ينزل به من الكرب والبلاء. 
فإن الرضا بالقضاء والقدر من أركان الإسلام حيث قال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره…)الحديث[أخرجه أحمد في المسند,ج1,ص28] 
الوقفة الثالثة :- ما الدنيا؟؟التي غرت كثير من الناس الدنيا هي دار عمل الدنيا دار ممر وهي مزرعة للآخرة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ). 
وكان ابن عمر يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك [أخرجه البخاريج5,ص2385] 
الوقفة الرابعة :- عدم الخوف من المستقبل لأنه في علم الغيب الذي لا يعلمه أحد من البشر, أن ما كتب لكِ من الرزق والزواج وغير ذلك سوف يكون بإذن الله تعالى. 
يقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه لابنه يا بني إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” إن أول ما خلق الله تعالى القلم فقال له اكتب فقال رب وماذا أكتب ؟ قال اكتب مقادير كل شىء حتى تقوم الساعة ” يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” من مات على غير هذا فليس مني “[أخرجه أبو داود ج2,ص637] 
الوقفة الخامسة: عليكٍِ بالدعاء والتضرع إلى الله الكريم وخاصة في أوقات الإجابة والساعات المباركة مثل بين الأذان والإقامة وفي الثلث الأخير من الليل وفي آخر ساعة من يوم الجمعة …ألخ 
وفي الختام أسأل الله عزوجل أن يفرج عنا أجمعين كل كرب وهم وحزن إنه جواد كريم . 
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم