السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

أعطني نفقة وخذ رأيا .



http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRIympTu4Pn4cCmB1upLbS-vQSHNJlttcA_8z_FxdqUT3nPPZ5HOA أعطني نفقة وخذ رأيا .

زوجي رجل صالح ولله الحمد ، لكن يبدو أن لديه عقدة من النساء أشعر بها من خلال معاملته لي ، وتظهر في مشكلتين :

1- تضايقه من اعطائي المال في يدي 2- عدم استشارتي في الأمور التي تحتاج انفاق .

يتهرب من اعطائي المال .. بكيت كثيرا من أجل أن يكون لي مصروف خاص أوحتى في العيد على الأقل ( عيدية) هو يشتري بنفسه ما نريد لكن على ذوقه هو ، ولو بينت له أني أريد أن أهدي لأهلي يتضايق .. لذلك أردت أن يكون لي مصروف .. أنا أعلم أن حقي عليه أن يطعمني إذا طعم ويكسوني إذا اكتسى لكن بما أن الله تعالى أنعم عليه بنعمة المال الوفير ومرتبه عال ولله الحمد ،

فلماذا يبخل علي بأن يضع مقدار من المال في يدي، وهو يعلم بأن مبدئي في الإنفاق هو قوله عليه الصلاة والسلام : ” لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن .. : عن ماله ، من أين اكتسبه وفيم أنفقه ” وقد قاربنا على اتمام العشرين سنة منذ زواجنا ، أي أنه أدرك ووعى طريقتي في الإنفاق ، فلست مبذرة حتى يخاف على أمواله من الضياع ولله الحمد ، ولا أبالغ لو قلت أنني أحافظ على ماله أكثر منه لو حدث أن أعطاني شيء حيث أنه ينفق على أشياء لا داعي لها ، وكثيرا ما يفقع ذلك ، وعندما أخبره يقول : لا أعرف لقد اندفعت ..

الأمر الآخر : لا يعترف برأيي ،،، وحدث كثيرا أن أشرت عليه بأمور مهمة في حياتنا يرفضها ويسفه رأيي في وقتها ثم يظهر صحتها بعد ذلك ،،، فلا أفهم لماذا لا يعتبر برأيي الى الآن ؟

الذي حدث الآن أني مللت منه ، ونقصت معزته ومكانته في نفسي ، لأني أعتبر أن فترة زواجنا وماعرفه من شخصيتي المفروض أنها يجب أن تكون كفيلة بتغيير فكرته عن النساء وخاصة عني ،
الآن أنا أرفع شعار : وإذا غلا شيء علي تركته ، فيكون أرخص ما يكون إذا غلا ..
لقد قررت أن لا أطلب منه شيء ولا أنتظر منه شيء وسأقوم بواجبي كما يريد الله تعالى كزوجة .. ولكن قلبي لم يعد له ..

فهل أنا على حق ؟أرجو نصيحتكم وجزاكم الله خيرا .

اسم المستشير     أم عبد الله
________________________

رد المستشار     د. خالد بن سعود الحليبي

بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد :
فدعيني يا أم عبد الله أبحث معك حالتك التي طرحتيها علي؛ فلعلي أجد بين كلماتك

ما يكون منطلقا لك إلى الفرج .
جوانب إيجابية في المستشيرة:

• أنت جامعية، ومعنى ذلك أنك مثقفة ثقافة عالية.
• وعمرك فوق الأربعين، فقد بلغت سن الأشد، وهو النضج؛ فالمتوقع أن يكون تفكيرك راشدا هادئا غير متعجل، ورؤيتك للمستقبل رزينة واضحة.

• وربة منزل، أي أنك متفرغة لبيتك وزوجك وأولادك، ولا تعانين من ضغوط عمل خارجي.
• أنك قادرة على التعبير عن مشاعرك، وضيق صدرك مما يصيبك من حزن أو أثر نفسي، ومعك الحق في تضايقك مما ذكرت إذا كان كما وصفت، والنجاح في التعبير عن المشاعر يعد سمة من سمات التميز في الشخصية، ودليل الذكاء العاطفي.

جوانب تحتاج إلى تعزيز في المستشيرة:

أن تتذكر بعض ما يقدمه زوجها لها أحيانا، فهي ذكرت في بداية الاستشارة أنه لا يعطيها شيئا، ثم قالت : ( إنه أدرك ووعى طريقتي في الإنفاق ، فلست مبذرة حتى يخاف على أمواله من الضياع ولله الحمد ، ولا أبالغ لو قلت أنني أحافظ على ماله أكثر منه لو حدث أن أعطاني شيء ). وهو المتوقع من امرأة تسعى للمثالية؛ فتحفظ زوجها في نفسها وماله، وبيته.

إنصاف الزوجة لزوجها تبين في التالي:

قولها: زوجي رجل صالح ولله الحمد.
والمرأة اليوم إذا وجدت رجلا صالحا، فقد وجدت كنزا ثمينا، يجب أن تحافظ عليه، وتسعى لامتلاك قلبه،

وتحمل أخطائه وقصوره، فكل الناس خطاء.

قاعدة المشكلة تتمثل في التالي:

أن الزوجة تظن أن زوجها لديه عقدة من النساء؛ ولذلك فهو يتصرف تحت هذا الضغط النفسي تجاههن؛ وقد تكون مصيبة في ذلك، وقد يكون ذلك مجرد ظن.

وأسمح لنفسي بأن أضيف احتمالين آخرين هما :

1. أن هذا الزوج ربما كان متأثرا بوضع اجتماعي يتجاهل حق المرأة في التملك أو الرأي، وهو أمر سائد في أوساط اجتماعية للأسف الشديد، ويعد رجولة وفتوة.

2. أنه ذكي جدا، وناجح جدا في حياته، ومحترم جدا في عمله، ويأخذ الناس برأيه؛ ولذلك يعتد بنفسه، ويرى أنه دائما على صواب، ويجب على الجميع أن يأخذوا برأيه؛ وهي مشكلته، ويجب أن يبحث عن حل لها؛ حتى لا توقعه في إحراجات مع الآخرين، فكل إنسان من حقه أن يستقل بذوقه الشخصي؛ وإن كان طفلا صغيرا ما دام مميزا.

جوانب المشكلة :

1. تضايقه من إعطائها المال في يدها.
2. عدم استشارتها في الأمور التي تحتاج إنفاق .
3. يصادر ذوق أسرته، ويكتفي بذوقه.
4. لا يسمح لزوجته أن تهدي لأهلها.

مقترحات وحلول:

أولا : أن تقترب الزوجة منه أكثر؛ بالتالي :

1. تقدير رأيه واحترامه.

2. تقدير تضحيته للبيت، وشكره على الصغيرة والكبيرة؛ حتى على أغراض المنزل.

3. الخروج معه للتنزه، ولو بدعوة من الزوجة في مطعم مستور، أو على الشاطئ، أو حتى في فندق في بلدة مجاورة.

4. لا تجعل الزوجة حديثها ـ دائما ـ عما ينقصها من زوجها، بل تخلق أوقاتا خلابة، وأجواء رائعة، وتتحدث معه عما يحب هو، وعن مستقبل الأولاد الواعد بالتفوق والنجاح، وأحلام الغد الجميلة. وليكن للحديث عن حاجاتها أوقات أخرى.

5. في الأوقات المناسبة جدا، يمكن أن تفتح الزوجة مع زوجها هذا الموضوع، بعد أن يكون قد رأى منها صورا من الحب والجمال، فتقول له: أنا أحبك وأقدرك، وأعلم أنك تتمتع بقدرات خاصة في الإدارة والرأي، ولكني أحب أن أشاركك في بعض الأمور، بأن تستمع إلى رأيي وتشجعني وتدربني على الأصوب، فربما أشرت بشيء فيه خطأ فأستفيد منك، وربما أشرت بشيء فيه صواب فيكون فيه خير لنا سويا، وتخبره بأن المرأة ليست حاجاتها مادية فقط، وإنما في حاجة ماسة إلى التقدير والاحترام، وإعطائها اعتبارا خاصة فيما يكون مشتركا بين الزوجين، وأن منحها فرصة التفكير والمشورة لا يعني أبدا ضرورة أن يأخذ زوجها برأيها، وإنما تكون قد شاركته التفكير.

وإذا كان رأيها أصوب فلا يعيب الرجل أن يأخذ به؛ فقد أخذ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم برأي أم سلمة في صلح الحديبية فأنقذت الأمة.

6. أن تختار مناسبة كالعيد مثلا، أو بداية عام جديد، أو ترقية، أو نحو ذلك فتقترح عليه ـ بدلال الأنثى ـ أن يجعل لها مصروفا شهريا لحاجاتها الخاصة جدا، ولو كان قليلا، 200-300 ريال مثلا في الشهر، في البداية، لتتصرف فيه هي وتملكه ولو أن توفره، وأن ذلك من الأمور التي تحب أن تحظى بها منذ زمن، وهو غني كريم وتفترض فيه أن يستجيب لا ألا يجيب.

7. أن توضح له رأيها في أن الأولاد محتاجون للتدرب على الذوق الرفيع، وأن من طبيعة الأمور أن يختار كل واحد حاجاته بنفسه حسب ذوقه هو، وأن يشترك بقية أفراد الأسرة في تأييد ما اختار أو بيان رأيه المخالف برقة.

8. أنصح الأخت الكريمة ألا تكثر الجدل، وألا تطيل الحوار الذي فيه صراحة جارحة لزوجها، بل تكفي الإشارات في هذا الأمر.

9. أن تدعو الله بحرارة أن ييسر لها كل ما أرادت لنفسها من الخير من زوجها ، فليس كالدعاء أبدا في أمور القلوب ؛ لأن الله وحده الذي يقلبها كيف يشاء.

10.عليك يا أختي الكريمة ألا تغيري قلبك على زوجك لمجرد تصرفاته التي لا يقصد بها إهانتك أو التقليل من إنسانيتك، وإنما هي طبيعته، أو موروثه الاجتماعي، أو ضغط العمل وطبيعته.

11.لا تتركي الشيطان يوسوس لك، ويبعد قلبك عن زوجك، فتلك أسمى أمانيه أعاذنا الله جميعا منه، وإنما احرصي على التقرب منه وحسن التبعل له، فهو جنتك ونارك؛ فليبق زوجك له، وهو خير من ملايين الأزواج الذين يضربون زوجاتهم كل يوم، ويدمرون مستقبلهن بالمخدرات والإيدز، ويسحقون ربيع العمر بالإهانات الدائمة.

وفقكم الله، وأصلح ما بينكم، وجمع قلوبكم على الهدى.
ولله الحمد والشكر أولا وآخرا.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم