وفعلاً تخرجت منذ سنة من جامعة مرموقة بشهادة مرموقة ولله الحمد، وحصلت على وظيفة، ثم استشرت أهلي (الذين لا يعلمون أني أعرفها إلى الآن) قبل خطبتها بأن أقوم أنا بالاتصال بأبيها كي يعرفني عن قرب،
ولكن اكتشفت أن خطوتي طائشة، بعدما استغرب أبوها من اتصالي، وبعد السؤال عن عائلتي وجد أن الغالبية مصاهرون عوائل غير قبلية، ما جعل أبوها يرد بالرفض القطعي،
حاولت أقابلة كي أثبت له نسبنا بكل الإثباتات فلم يعطني فرصة، والله منذ عشرة أشهر وأنا محتار كيف أتقدم مرة أخرى دون أن يشك أهلها بعلاقتنا، لا أريد أن أتقدم خطوة تؤذيها،
ويعلم الله أن حبنا طاهر، ويعلم الله سبحانه أننا من أشهر قبائل العرب.هي لا تريد أن تتزوج شخصًا وقلبها معي، وأنا لا أريد أن أتزوج إنسانة وقلبي معها.. أرشدوني مأجورين..
أما بعد:
الذي اصطدم الآن وبقوة مع أعراف الناس أو التكافؤ في النسب، وأنا بلا ريب لا أعرفك، ولا أعرف نسبك -شرفك الله بالإيمان- وليس دوري أن أوازن بين نسبك ونسب هذه الفتاة، لأن هذا لن يغيّر من واقع الأمر شيئًا، فهذا أمر تديره أعراف القبائل والعشائر، ولا يقضي فيه الإنسان فيه بنفسه، لأنه مرتبط بأسرته، وأسرته مرتبطة بالقبيلة، وهذا أمر لا ينكره الشرع ما دام أنه لا يقوم على الطعن في الآخرين أو استحقارهم.
وانظر إلى آثار علاقتك بهذه الفتاة تلك السنوات ماذا خلّفت من الحرقة والأسى في عدم تحقيق الآمال في الزواج!!
هل ترضى هذا لأحدٍ من أخواتك أو نساء بيتك، فتكون لهن علاقات قبل الزواج مع رجال يتمنين الزواج منهم!!
استغفر الله تعالى أولاً من هذا، فالاستغفار طريق لتفريج الكرب، والتوبة عمل صالح، لعلك تتقرب به إلى الله تعالى، وتتوسل به ليفرّج همّك، ويحقق أمنيتك.
واقطع فورًا أي اتصال بها، ولا تحدثها، فإن الله حرم الخضوع بالقول، فقال تعالى: “ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض”.
أما وقد حصلت هذه المشكلة، فإن كنت قبليًا ويمكن أن تناسب هذه الأسرة، فعليك أن تستعين ببعض العلماء المختصين بالأنساب، ولهم وزنهم في هذا القدر، ليتحدثوا إلى والد الفتاة، من دون أن يبدو عليك أن لك علاقة بها، ولا تعلن حبك لها، وتعامل مع الأمر بكل حكمة ومن دون توتر، وضع في ذهنك أن هذا من قسمة الله تعالى لعباده،
فإن كان لك نصيب فيها، فسيكون ذلك بإذن الله، وإلا فعليك بالصبر والحلم، ولعل الله تعالى يعوضك خيرًا منها، ولعل الله تعالى يدفع عنك سوءًا ربما كاد أن يحل بك، ولا تغالب القدر، فإن الله تعالى يقول: “إنا كل شيء خلقناه بقدر”.
ابذل ما تستطيعه من الشفاعات التي تشعر بقناعتها بقضيتك، ليكون لهم دور في إنجاح هدفك.
استعن بالله تعالى، واعلم أنه المعين سبحانه وحده.
واطلب من الله تعالى أن ييسر لك أمر الزواج من هذه الفتاة إن كان في زواجك منها خير، وأن يصرفك عنها إن كان في ذلك شر لك.
رعاك الله، وأسعدك في الدنيا والآخرة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
________________
المصدر: الإسلام اليوم .