الأربعاء 16 أكتوبر 2024 / 13-ربيع الثاني-1446

أعاني من التعرق الكثير .



أعاني من التعرق الكثير .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTOlPTtJ_fHokJfhkhr0qTwNRxDJhjddj-ofZ73Ov49E8TpxftAUw
أنا أعاني من التعرق الكثير خصوصا عندما أحضر مناسبة مثل زواج أو وفاة اجتماع عائلي ,
ماذا أفعل وهل هو طبيعي ؟


اسم المستشير      محمد 

_____________________

رد المستشار       د. سليمان رجب سيد أحمد 

بسم الله الرحمن الرحيم . 

الأخ العزيز/ محمد حفظه الله! 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد : 

ننصحك بداية بمراجعة طبيب متخصص . 

هذه المشكلة التي تعاني منها هي حقيقةً تعرف باسم الرهاب أو الخوف الاجتماعي.

ويعاني منه الكثير من الأفراد إذ لست وحدك؛ ومن ذلك الحالة التالية: 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

أنا طالب في كلية الهندسة، عمري 24 عاما، أعاني من مشكلة الخوف والخجل وارتفاع نبضات القلب بشدة والعرق الكثيف في وجهي عندما أتحدث أمام مجموعة من الناس وخاصة النساء، وبعض الأحيان عندما أقابل أشخاصا لا أعرفهم، أو عندما ألقي موضوعا أمام الفصل أشعر بارتباك شديد وزيادة سرعة نبضات القلب والعرق الكثيف وأنسى ما أريد أن أقوله، حتى إنه بعض الأحيان أعرق في البرد الشديد.


وأيضا عندما أتحدث في التليفون أو الجوال، أحس بأني ضعيف الشخصية، ألوم دائما نفسي حتى وإن كنت على حق. 

ويمكنك الاستفادة من الرد التالي: 

يجب أن لا يعيش الإنسان في اجترار الماضي بصورةٍ سلبية، فأنت والحمد لله طالب وتبلغ من العمر 24 عاماً، ولك المقدرة التامة على الاستقلالية والاعتماد على الذات. 

أتفق معك تماماً أن الرهاب والمخاوف الاجتماعية تؤدي إلى كل الأعراض التي ذكرت في رسالتك، ولكن في نفس الوقت أود أن أطمئنك وأؤكد لك بصورةٍ قاطعة أن المخاوف الاجتماعية يمكن علاجها بصورةٍ تامة، ويتمثل العلاج في العلاج السلوكي، ويكون معه العلاج الدوائي. 

أما العلاج السلوكي فهو يقوم على المواجهة والإصرار على مواجهة مواقف الخوف، وعدم التجنب، وتكون هذه المواجهة في الخيال أولاً، أي أن تتخيل أنك في موقف فيه الكثير من الناس، ولا بد لك من مواجهتهم، وتستمر على مثل هذا التفكير يومياً لمدة لا تقل عن نصف ساعة. 

أما العلاج الدوائي فتوجد الآن أدوية والحمد لله ممتازة وفعالة جداً، والدواء الذي نصفه في مثل هذه الحالة يعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تبدأ بتناوله بمعدل نصف حبة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم تُرفع الجرعة بنفس المعدل كل أُسبوعين، حتى تصل إلى حبتين في اليوم، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض العلاج بمعدل نصف حبة كل أسبوعين أيضاً حتى تتوقف عنه، 

وبما أنك تعاني من تسارع في ضربات القلب، والذي مرده هو الإفراز الزائد في مادة الأدرانلين، فأنصح لك في مثل هذه الحالة أن تتناول علاجا مساعدا آخر، ويعرف هذا الدواء باسم إندرال، والجرعة المطلوبة في حالتك هي 10 مليجرام صباح ومساء لمدة شهرين، ثم يمكن التوقف بعد ذلك عن الدواء، ولكن يمكن تناوله عند اللزوم، أي إذا عاودتك مثل هذه الضربات. 

أرجو التأكد بصفة قاطعة أن هذه الحالة يمكن علاجها، فقط عليك بالمواجهات السلوكية، والاستمرار في العلاج، والتفكير الإيجابي. 

يمكنك الانخراط في دورات تدريبية لمهارات التواصل وتنمية الثقة بالنفس وإدارة الضغوط وبناء العلاقات الإنسانية وتدريبات الاسترخاء وما إلى ذلك مما يسهم في تنمية مهاراتك وتحسين قدراتك.


ونتمنى لك التفوق والتميز. دمت سالما بخير حال. 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم