الثلاثاء 23 أبريل 2024 / 14-شوال-1445

ما خاب من استشار



 

كثرة الأعمال، التي نمارسها في حياتنا ونمطيتها في كثير من الأحيان تجعلنا ننسى أن نفكر في الحلول الإبداعية لمشاكلنا، وكثرة الانشغالات تسيّرنا وفق قالب ثابت اعتدنا عليه، مما يَصعب علينا الخروج منه، وعند مواجهة كثير من المشاكل الطارئة نجد صعوبة في حلها بطرق مبتكرة وجديدة أو حتى منخفضة التكلفة، بل نجد أنفسنا نسير وفق الآية الكريمة: «بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون»، فتكرر الأخطاء ينهي الأمور بحلول مؤقتة لا تغني ولا تسمن من جوع. والنمطية، التي نعيشها في حياتنا الشخصية تؤثر في كثير من الأحيان سلبا في اتجاهاتنا للخروج بحلول عملية لكثير من مشكلاتنا الأسرية والعملية، وتظل تدور عجلة المشاكل دون حلول بسبب عدم قدرتنا على حلها، وكذلك بسبب عدم استعانتنا بصديق أو قريب ذي خبرة عله يفيدنا بحل. والرغبة في طلب المساعدة عند البعض قد يراها كبيرة على النفس، فهي تقلل حسب رؤيته من شخصيته ومكانته، ويراها خدشا في سيرته العملية مما يدفعه للنفور منها. والواقع يقول ما خاب مَنْ استشار. لكن مَنْ هو المستشار، الذي يستشار، سؤال يصعب الإجابة عنه في مقالة واحدة لكن الإنسان يبذل جهده على المستوى الشخصي والعملي للظفر بمستشار جيد يساعده في وضع حلول عملية لمشاكله، والمستشار ليس بالضرورة أن يكون ذا عيون زرقاء وبدلة سوداء، بل إن كثيرا من معارفنا وأحبائنا بعد سنوات طويلة من الخبرات العملية المفيدة في قطاع الأعمال الحكومي منها والخاص أصبحوا يملكون خبرات علمية وعملية جميلة يعتمد عليها في تقديم حلول لكثير من مشاكلنا.

كما أن الجمعيات المهنية المتعددة في بلادنا أصبح ينتسب لها أعضاء يملكون كنوزا من الخبرات يمكن استثمارها، إضافة إلى مراكز الأبحاث، التي بدأت تنتشر في جامعاتنا يمكن أن تساعد في تقديم حلول لكثير من مشاكلنا العملية، فلو أخذنا طرقنا مثلا، التي تتكرر فيها مشاكل الحُفَر والتشقق والتخدد رغم أعمال صيانة السفلتة، التي ينفذها المقاولون إلا أنها غير مرضية لكثير من مستخدميها، بل أحيانا تؤدي إلى خسائر جسيمة في الأنفس عبر الحوادث، التي تتسبب بها، وكذلك ينتج عنها خسائر مادية جسيمة كان من الممكن تلافيها لو طلبنا المساعدة من مركز أبحاث أو خبير متخصص يحلل لنا المشكلة، ويدخل في جذورها، ويقدم لنا حلولا قد تساعدنا في معرفة نوعية المشاكل، التي نعاني منها لسنوات طويلة دون أن نجد لها حلا واضحا. بل إن التقدم التكنولوجي قد يساعد في كثير من الأحيان في تخفيض التكاليف، فكم رأينا من آليات تؤدي كثير من الأعمال لمعالجة مشاكل سفلتةٍ قد نقضي شهورا في معالجتها بالطرق التقليدية.

والخبراء المتخصصون قد يكونون متوافرين في مراكز الأبحاث المنتشرة في جامعاتنا الوطنية، وقد يكونون متوافرين في كثير من هيئتنا الحكومية المتخصصة، التي قد تكون مرت بتجارب مماثلة ووجدت لها حلولا ناجعة يمكن مشاركتها دون تكلفة تذكر.

وهنا أدعو إلى إنشاء مركز حكومي للخبرات المتخصصة يكون مقرا للخبرات الحكومية وشبه الحكومية تلجأ له هذه الجهات وتتبادل فيه الخبرات، ويكون كقاعدة بيانات لكثير من الحلول في المجالات الفنية والعملية يساعد في تخفيض التكاليف ويحل لنا كثيرا من المشاكل، ويساعد في إنجاز كثير من المشاكل العالقة، التي تأخذ وقتا وجهدا كان من الممكن تلافيه.

————————————————-

* بقلم أ. فيصل الظفيري – @dhfeeri

المصدر : https://lym.news/a/6301230

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم