الأربعاء 24 أبريل 2024 / 15-شوال-1445

كيف تتجنب الأسرة أعراض الضغط العصبي؟



 

يمر الجميع بمشاعر التوتر والقلق في مواقف شبه يومية، إلا أن وصول الأمر إلى حد المعاناة الدائمة من الضغط العصبي يتطلب تحديد الأعراض المصاحبة له، قبل اكتشاف العلاج الأمثل، كما نوضح في السطور التالية.

الضغط العصبي

ما بين مشكلات الدراسة وأزمات قد تحدث مع زملاء العمل، علاوة على خلافات عائلية تتفاقم داخل جدران المنزل وأخرى مع الغرباء في الشوارع والطرق، يصبح الجميع ضحايا الضغط العصبي المؤثر سلبًا على أي شخص إن زاد على حده الطبيعي ولم يتم التعامل معه بالشكل الصائب.

ليس المقصود هنا تلك الضغوطات النفسية والعصبية التي نشعر بها في مواقف معينة وربما نراها كتحديات تستحق منا العمل دون كلل أو ملل، رغبة في تحقيق النجاح وعدم الفشل، بل المقصود هو الضغط العصبي الذي ما أن تسيطر أعراضه المزعجة على عقل الإنسان حتى تضر به نفسيًا وجسديًا.

أعراض الضغط العصبي

هناك مجموعة لا حصر لها من الأعراض التي ترتبط بمعاناة الإنسان من الضغط العصبي، والتي تفسر خطورة الأمر على المدى القريب والبعيد، حيث تتلخص في أعراض عضوية تضر بالجسد وأخرى نفسية تؤثر على الذهن، كما نوضح بالتفصيل:

أعراض جسدية

المعاناة من الألم في المعدة دون سبب واضح.

التوتر في عضلات الجسم بصرف النظر عن المجهود المبذول.

الصداع الذي يصيب أسفل الرأس منتقلًا للرقبة والعينين ويعرف باسم صداع الضغط العصبي.

التنفس بوتيرة تبدو أسرع من المعتادة.

سرعة نبضات القلب التي تصبح متزايدة بصورة مقلقة في أوقات مختلفة.

التعرق الشديد في أجواء لا تتسم بالحرارة الشديدة.

اهتزاز اليدين بصورة مبالغة وملحوظة.

التبول في أوقات متقاربة رغم عدم شرب كميات كبيرة من السوائل.

تغير الشهية سواء ظهر ذلك في صورة نهم مبالغ بالطعام أو إحساس بالشبع الزائد.

أعراض نفسية

القلق والتوتر خاصة في المناسبات الاجتماعية وأثناء التواجد وسط أعداد كبيرة من البشر.

صعوبة التركيز في أمور تبدو غير معقدة ولا تتطلب بذل مجهود ذهني كبير.

سرعة الغضب وسهولة الانفعال في أبسط المواقف.

الشعور بحالة من الإجهاد الذهني وعدم القدرة على الإحساس بالراحة النفسية.

المعاناة الشديدة من الأرق وصعوبة النوم وارتباك عدد ساعاته.

الفشل في اتخاذ القرارات على عكس العادة.

عدم وجود الشغف بأي من الأمور التي كانت تبعث على الحماس من قبل.

ضعف الذاكرة بصورة تؤثر على حياة الإنسان.

الغرق في الأفكار والتي عادة ما تكون شديدة السلبية.

يرى الخبراء أن المعاناة على المدى البعيد من تلك الأعراض كافة أو من أغلبها، يؤدي عاجلًا أم آجلًا إلى الإصابة بأزمات صحية خطيرة، مثل أمراض القلب وارتفاعات ضغط الدم وداء السكري وبالطبع الاكتئاب، لتبقى معرفة أسباب الضغط النفسي مطلوبة بشدة للتوصل إلى العلاج بنجاح.

أسباب الضغط العصبي

تختلف درجات صعوبة الأسباب وراء المعاناة من الضغط العصبي، تمامًا مثلما تختلف آثارها على الإنسان، وفقًا لطريقة تعامله معها، لكنها في كل الأحوال تبدو واحدة من العوامل التالية التي وإن بدت عادية من الوهلة الأولى فإنها تزداد صعوبة مع عدم القدرة على تجاوزها، مثل:

حدوث تغيير جذري إما يتمثل في الانتقال إلى مدرسة جديدة للأطفال أو عمل جديد بالنسبة البالغين.

المعاناة من حالة مرضية تبدو مزمنة أو تحمل الكثير من الأعراض الجانبية المزعجة.

إصابة أحد أفراد الأسرة أو أحد الأصدقاء المقربين بمرض خطير وعدم القدرة على مساعدته.

وفاة شخص مقرب وعدم القدرة على تجاوز آلام الفراق.

زيادة المسؤوليات بصورة تبدو مربكة وعدم النجاح في تحملها بالشكل المطلوب.

عدم الحصول على الدعم النفسي من الأشخاص المقربين على عكس المتوقع.

المعاناة من كثرة أوقات الفراغ وقلة الإنتاج ووجود متسع من الوقت للغرق في الأفكار السوداوية.

الانتظار الطويل لحدوث تغيير إيجابي في أمور لا يمكن السيطرة عليها.

الحصول على المواد الممنوعة مثل المخدرات أو شرب الكحوليات.

الإفراط في الحصول على الكافيين أو تناول مشروباته بصفة اعتيادية.

تجدر الإشارة إلى أن الإصابة بأعراض الضغط العصبي قد تحدث بسبب تغير إيجابي وليس العكس، كأن يترقى الإنسان في العمل لمنصب أكثر أهمية أو أن يخوض تجربة الزواج المتخمة بالمسؤوليات والتي يتبعها الإنجاب، لذا ينصح حينها بسرعة علاج الضغط العصبي دون تردد أو تباطؤ.

علاج الضغط العصبي بمساعدة الأطباء

من الوارد أن يشعر الشخص بأنه صار غير قادر على التعامل مع مشاعر القلق الشديد، ليبدو بحاجة إلى استشارة الطبيب النفسي المختص، والذي غالبًا ما يعتمد على العلاجات التالية:

الجلسات النفسية

يعتمد الطبيب من خلال تلك الجلسات على تحديد أفضل الطرق والتقنيات التي يمكن اتباعها، أملًا في علاج الأسباب المحفزة لمشاعر الضغط العصبي، والتي يمكن للمريض نفسه أن يكشفها بمساعدة الخبراء دون جهد.

العلاج السلوكي المعرفي

هي الجلسات الأكثر خصوصية من جلسات العلاج النفسي، والتي يسعى فيها الطبيب إلى دفع المريض من أجل ملاحظة سلوكياته الخاطئة ومشاعره المتسببة في الضغط العصبي لديه، لتبدو مواجهتها فيما بعد أكثر سهولة.

الأدوية

يعد الحصول على بعض الأدوية العلاجية واردًا للغاية في الكثير من حالات الضغط العصبي، فيما يعد تحديد الأدوية المناسبة للمريض من مهام الطبيب وحده، والذي قد يصف أدوية مضادة للقلق وأخرى تحسن المزاج وفقًا للأعراض.

كيف تتخلص من الضغط العصبي بنفسك؟

إن كانت زيارة الطبيب هي الخطوة الأولى والمثالية لتجاوز آلام الضغط العصبي، فإن هناك بعض النصائح الجانبية التي لا يمكن تجاهلها، من أجل التأكد من تجاوز المحنة النفسية عبر بعض المجهود الشخصي، مثل:

عدم التردد قبل رفض المهام الإضافية في ظل تحمل مسؤوليات أخرى.

الحفاظ على روتين يومي يحسن الحالة النفسية، ويشمل ممارسة هواية مفضلة.

التأكد من أن السيطرة على كل شيء من الأمور المستحيلة التي لا يقدر عليها البشر.

تناول الأطعمة المفيدة واتباع العادات الغذائية المثالية.

التقليل قدر الإمكان من الكافيين وتجنب الكحوليات والمواد المخدرة.

انتقاء الأصدقاء والحرص على التواجد وسط من هم أكثر إيجابية.

ممارسة الرياضة ولو لدقائق بسيطة ولكن بصفة شبه يومية.

الحرص على الاسترخاء عبر تخصيص بعض الأوقات من أجل التأمل.

النوم والاستيقاظ في أوقات محددة، وعدم ترك الأمر للصدفة.

في الختام، نبدو جميعًا عرضة لأغلب أعراض الضغط العصبي، لكن المطلوب هو تحديد ما إن كانت الأزمة عابرة، أو كانت معقدة وتتطلب العلاج السريع، قبل أن تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه من نتائج وخيمة.

__________________________

عمرو يحيى  

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم