الأربعاء 24 أبريل 2024 / 15-شوال-1445

عناد الأطفال… كنزٌ فاستثمروه



بقلم أ.عدنان سلمان الدريويش
المستشار السري بجمعية التنمية الأسرية بالأحساء
صعوبة التعامل مع الطفل العنيد سببت للوالدين كثيرا من القلق والتوتر ، مما جعل الوالدين يمارسون حلولا خاطئة تزيد من عناد الأطفال ، لكن هل فكر الوالدين بالمؤشرات الإيجابية للعناد ؟ وأنه طريق للنجاح والتميز في الحياة المستقبيلة .
إن العناد صفة إذا تم التعامل معها بحكمة فإنها ستخلق لنا قائدا مميزا في المستقبل ، لذا أخي الأب وأختي الأم لا تتذمروا من طفلكم العنيد فأنتما تملكون كنزاً غاليا لو أحسنتما استغلاله .
العناد هو حالةٌ من الامتناع والاحتجاجِ يُبديها الطّفل تجاهَ التعليماتِ والإرشاداتِ المُوجّهة إليه مع التشبّث والإصرار على الرفض، دون إبداء أيّ مُبرّرٍ أو مُسوّغٍ مقنع، وتَتّصف مظاهرُهُ بامتناعِ الطفل عن الاستجابة بشكلٍ مُستمر للأوامر والتّوجيهات التي يتلقّاها ومُقابَلتها بالمُقاومة والجدال المتواصل والثبات على موقف الرفض وعدم التنازل؛ كرفضِ الطفل تغيير ملابسه المتَّسخة، أو رفضه شرب الحليب أو تناول الأطعمة المفيدة على الرّغم من تَلقّيه الإرشاداتِ من والديه بكلّ رفقٍ وهُدوء .
أهم ما يميز الطفل العنيد:
 ثقته العالية بنفسه وبرأيه، والتي تتيح له مواجهة المواقف والمشكلات بشكل إيجابي إذا وجه التوجيه الصحيح .
أما اندماجه مع غيره من الأصحاب فليس بالسهل ولا باليسير بل يحتاج إلى وقت طويل حتى يفكر ويقتنع بمن حوله ، وهذه الميزة  تجعله ( بإذن الله ) يحافظ على نفسه من الأفكار الضالة والهدامة والعقائد المنحرفة والقيم السلبية فهو لا يتقبل كل فكر أو نشاط يعرض عليه ، إلا بعد التفكير ثم الاقتناع .
ومن مميزاته أنه إذا اقتنع وتقبل أصحابه فإنه سيمارس معهم كل نشاط دون الشعور بالخوف أو عدم الألفة، مما يمكنه المشاركة في العديد من الأنشطة الرياضية والاجتماعية وبالتالي يكتسب مهارات التعاون مع فريق العمل .
وكذلك الطفل العنيد لديه فرصة أكبر للتعلم بسبب انخراطه مع المجتمع، ولديه فرصة كبيرة للابتكار وإعطاء الأفكار الجديدة.
الطفل العنيد إذا تربى على القيم والعقيدة الصحيحة ؛ كالعدل والمساواة وعدم الظلم، فإنه سيتمثل بها ويدعو لها ولا يرضى بالظلم ، كما يتميز بحس عالي من المسؤولية، ويتضح ذلك في اصراره ومحاولاته المستمرة في اصلاح لعبته المكسورة وارجاعها كما كانت.
وحتى تستثمر هذا الكنز في طفلك اتبع العشر الخطوات  التالية :
1-العـقاب والشـدّة والحـرمان ليس الحـل المثـالي في التعـامل مع الطفل الشـرس والمتـمرد والمعـاند بل انّ عـدم المبـالاة وعـدم الاكـتراث كثيرا ما تكون هـي الحـل الأمـثل لمعالجة مثل هـذه الظـاهـرة .
2-الحـوار السـليم مع الطفل ومحـاولة معـرفة سبب العناد ومعـرفة رغـباته وتطـلعاته هي محـور أسـاسي لحل مشكلة ظاهرة العـناد بين الأطفـال ، ويسـاعـد الحوار البـنّـاء الهادف على اقتناع وتقبل الطفل لأي مواقف اجـتماعـية أو نفـسية مقـبلة .
3- كبت الطـفل في البيت وعـدم خـروجه للتـنزه أو مخالطة الأطـفال بسبب انشغال أحـد الوالدين أو حرمانه مما يحب قـد يسبب للطفـل عـقـدة نفسية تجعله يقاوم ويعاند من أجل تحقيق رغباته .
4-محاذير يجب تجنبها: مقاطعة الطفل العنيد ، إعلان مساوئه أمام الآخرين ، اللجوء إلى التدليل المفسد أو الرشوة ، الانفعال الذى يؤدى إلى غياب الحكمة.
5-  إحاطة الطفل بجوٍّ من الحبّ، والعطف، واللين، والكلام اللطيف، والنقاش الدافئ المبني على التواصل الودّي، والإقناع وشرح الأسباب، بالإضافة إلى تلبية حاجاته وإشباعها، والاستجابة لطَلباته العادلة والمنطقيّة تخلق طِفلاً سويّاً متصالحاً مع من حوله ومع ذاته، خالياً من المشاكل النفسية والاضطرابات السلوكية .
6- تجاهل الطفل في حال سلوكه نهج العناد وحرمانه من استثماره؛ يجعل الطفل يتراجع عن عناده ، ففي حال رفضه القيام ببعض الأعمال ومُقابلة سلوكه بالتجاهل فهو يفقد قيمة هذا العناد وما سيجنيه عليه، وبالتالي سيتراجع عن عناده لعدم تحقيقه غرضه.
7-مكافئة الطفل وتعزيزه في حال استجابته للتوجيهات والأوامر بشكل سليم وهادئ؛ فالمُعزّزات الماديّة واللفظية وغيرها تترك لديه انطباعاً عن فوائد الطاعة والانصياع للأوامر والاستجابة لها .
8- عدم وصف الطفل بأنه طفل عنيد على مسمع منه، أو مُقارنته بمن حوله من الأطفال المُطيعين؛ فإنّ هذا يُؤصّل العنادَ بشكلٍ أكثر في نفسية الطفل .
9- عدم إلقاء الأوامر بصيغة النفي والرفض فهذا يوحي له بالعناد ويفتح له الباب للمُعارضة.
    10- استخدام القصة في إكساب الطفل القيم والسلوكيات الإيجابية، ويفضل أن يكون أبطالها من الحيوانات المحببة إليه ويمكن أيضاً لعب الدور معه.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم