الخميس 25 أبريل 2024 / 16-شوال-1445

التشهير الإلكتروني .



بات اعتيادياً أن يتصفح الشخص موقعاً إلكترونياً، ليجد تشهيراً صريحاً بأحد الشخصيات العامة والمعروفة، وربما قد يزداد الأمر سوءاً، حينما ترد تعليقات مغرضة ولا أخلاقية ضد هذه الشخصية , كما يلجأ البعض إلى إرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني للمجموعات البريدية، تحتوي على فضائح عن فتيات وشبان، والطعن في أعراضهم، فيتحول الأمر من مجرد تسلي ومقالب إلكترونية إلى ظاهرة تشير إلى التأثير المباشر على أفراد المجتمع

ولأن عالم الانترنت الافتراضي لا يُجبر الأعضاء فيه أو الزوار على الكشف عن هوياتهم إلا أنه يعطي فرصة للجميع بمختلف فئاتهم، وبيئاتهم، ومستوياتهم التربوية والثقافية، ويمنحهم حق التردد على مواقعه العنكبوتية، ما يتيح الفرصة لمن يريد في ممارسة السب والشتم العلني بألفاظ نابية وغير أخلاقية , فيما يستسيغ آخرون تحقير الشخصيات المعروفة، وربما استهزأ آخرون برجل دين، أو صاحب مبدأ، أو كلمة أو طريقة، فيكون في ذات الوقت بؤرة لتصفية الحسابات بين الخصوم،

وتتحول هذه التقنية إلى منبراً حياً يسهل فيه التعدي على الأشخاص من دون رقابة أو محاسبة ومن غير وجه حق. ونحن نؤكد أن وجود شبكة الانترنت كعنصر فاعل وجديد، يُمكن الجميع من الانطلاق بحسب فكرهم وأهوائهم وأهدافهم ومرجعياتهم السلوكية , وباتت شبكة الإنترنت تمكّن الجميع بلا استثناء، من طرح كل ما يريدون من فكر راق مسؤول، كما أنها ساحة مفتوحة لكل من يعاني من تخبط فكري أو سلوكي ,

ونشير إلى أن مواقع الانترنت توفر ميزة مضافة , وهي التخفي خلف أسماء مستعارة وعناوين يعجز من أراد الرد العقلاني أحياناً أو حتى رد الاعتبار في الوصول إلى أصحابها، لمناقشتهم ومحاورتهم، لذا، أصبحت بعض استخدامات بعض المواقع والمنتديات مرتعاً لضعاف النفوس للقيام بما يعرف بالتشهير , والتعرض لأي من الناس بنشر صورهم، أو التحدث عنهم وتوجيه الاتهامات إليهم بما يشاءون

ونؤكد هنا بأن من يقوم بالتشهير هو شخص ضعيف مريض بالتأكيد، بدليل أنه لو كان يملك الحجة والبينة لكفاه أن يطالب بحقه كاملاً من خلال المرجعيات الحقوقية في البلد الذي يعيش فيه, ولكن لأنه في غالبية الأمر لا يملك الحجة الواضحة، بل وقد يكون هو المسيء أصلاً كما أن هذا السلوك يدلل على أن هذا الشخص هو مختل في اتزانه السلوكي الإنساني الطبيعي , وهو أقل من أن يستطيع اتخاذ القرار الصائب، من خلال الحوار والمـــناقشة المهذبة المتكافئة العناصر، بالأخذ والجذب عبر مستويات سلوكية كلامية نقاشية متوازنة، وللعلم فإننا نجد بأن هـــؤلاء الأشخاص هم دائمي التشكي من أنهم مغلوبون على أمرهم، وأن الحياة والناس أجمعين ضدهم بالمطلق

وسبحان الله فهناك الكثيرون ممن ابتلاهم المولى عز وجل بضعف البصيرة فباتوا يتناقلون مابين المواقع ليطاردوا شخصا بعينه ويحاولون ما استطاعوا بأن يضعوا كلمة باطل وهم عن الحق معرضون , وبل وتتجلى صفات نفوسهم المريضة بالتعقيب على ما يطرح من ذلك الكاتب أو المفكر بسوء الحديث من قبلهم ليحاولوا زعزعة الرأي في ذلك الشخص , وأنهم قد أحسنوا صنعا بفضحه وبالتعقيب على مقالاته أو برامجه أو مشاركاته أو غير ذلك من نشاطات ذلك الرجل ,


والسبب ببساطة هو أن صد أولئك الأشخاص أو التوبة عنهم أو البعد عن التعامل معهم قد زرع في نفوسهم المريضة حالة من التحويل الفكري لإصابة هدف ليس في فحواه سوى الانتقام لكرامتهم المهدرة أمام ذلك الرادع لسلوكياتهم المريضة التي ابتغوها منه ومعه مسبقا,


وأن تلك الحالة التي هم فيها ليست إلا غضب أعمى يمضي بهم في طريق الظلمات التي وضعوا أنفسهم فيها منذ البداية ,,,

إخوتي وأخواتي حماكم الله من جور هؤلاء , وأبعدهم عنكم بعد السماء عن الأرض ,, نعم كلنا بشر والبشر تخطئ , وخير الخطائين التوابون , وكم من تائب أبت شياطين الإنس من أن تتركه في توبته ,, وكم من مراجع لنفسه أبت نفوس الضعفاء من أن تماثل فعله وتتقي الله في عملها , فوالله لو أن أحدهم قد فعل ما فعل في شخص له من الحق في شيء لما تركه الله إلا وخصمه راض بقدر الله فيه , فما بالكم بالذي لم يقدم على فعل الشر معهم ؟؟

فلا حول ولا قوة إلا بالله


دعائنا للجميع بالستر والنصر والسؤدد

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم