الجمعة 19 أبريل 2024 / 10-شوال-1445

انتشار ظاهرة التزوير العلمي وسبل مواجهته



 

” أطلب العلم من المهد إلى اللحد “.. هكذا نشأنا وكبرنا وتعلمنا أن العلم هو طريقنا الوحيد في بناء أنفسنا ومجتمعاتنا. وتعلما أيضا أن السراق والمزورين كانوا يخافون الناس فتعلمنا أن نرفع الصوت ليخاف السارق فيهرب. وأنا شخصياً عملت في بعض الدول العربية وألتقيت ببعض المزورين لشهاداتهم العلمية وكانوا مثل السارق الذي يختبيء من الناس، حيث أنهم يكونون ودودين ولا يرفعون أصواتهم أو يتكلموا بماذا يحملون من شهادات بل يعملون بجد في تخصص واحد ويحاولون تطوير أنفسهم فيه.

السؤال الآن مالذي حدث وكيف أنقلبت الأمور فأصيح السارق الآن يأتينا بشكل مختلف فهو يلبس أفضل الملابس ويضع من العطور أطيبها وأغلاها ويحمل الحقيبة الدبلوماسية ويركبون السيارات الفاخرة ويدقون الأبواب وهم من يرفعون الصوت ليخافهم صاحب الحق وهكذا الحال مع المزورين للشهادات العلمية في وقتنا الحاضر فهم يطالبون بأرفع المناصب العلمية ويدرسون ويتحدثون ويكتبون ويفتون بكل التخصصات العلمية ، والعلم لديهم أوراق يقرأون عنها من خلال الانترنت ويتوفعون أنهم قد تمكنوا من العلم ومفاصله ولذا عندما تسأله في تخصصه فهو لا يتمكن من الرد ويهاجم السائل أو يتهرب منه أو يرد بخطأ وعنجهية وهنا الكارثة.

أن السبب من وجهة نظري المتواضعة هو التهاون في جوانب متعددة: أولها أن المتعلمين وأصحاب الشهادات الحقيقية يتجنبون (ويهابون مع الأسف) المواجهة وأـيقاف المزورين ويعملون بمبدأ (أتركهم يسترزقون أو الله يفضحهم وهكذا). ثانيا. أن التهاون في التعامل مع مثل هؤلاء المزورين من قبل الجهات المعنية أو المختصة الرسمية والحكومية التي تسمح لهم بالعمل والمسميات دون التدقيق والأمثلة كثيرة ولا يمكن عدها أو حصرها. ثالثا. التهاون من قبل الجامعات الرسمية و المؤتمرات العلمية التي أصبح كل همها الجمع المادي من أعداد المشاركين وليس التدقيق العلمي للمشاركين ، فسابقا كان يتطلب من المسجلين بيان جهة عملهم وشهاداتهم ودرجاتهم العلمية للتأكد منها والآن أدفع أولا وأرسل ماتريد ثانيا وأنت مرحب بك !!. والتهاون أيضا في السماح لما يسمى جامعات ومؤسسات والتي هي عبارة عن شركات تجارية خاصة للعمل وبأسماء رنانة وجذابة وغالبيتها عبارة عن تجارة بإسم العلم وأستقطاب لنوعان من الزبائن أما جاهل في البحث عن الحقيقة ويضع كل مالديه من مدخول مادي يقصر به عن نفسه وعائلته من أجل وهم والنوع الثاني هم طلاب الشهادة فقط بغض النظر عن طبيعتها فالمهم هو أن ينال الشهادة ويضع حرف الدال أما أسمه.

وياليت الأمر توقف عند هذا الحد بل الآن أصبح التجاوز بشكل أكبر فالآن لا يحصل على الشهادة فقط بل الآن يضعون لقب أستاذ (بروفيسور) أمام الأسم ويطلبون مناداتهم بها!!

 

أعزائي أصحاب الشهادات العليا الحقيقية وأساتدتي الكرام ممن تحملون لقب أستاذ بحق وحصلتم على شهاداتكم بالتعب وسهر الليالي ونشرتم الأبحاث وشاركتم بالمؤتمرات العلمية الرصينة ، يامن تتلمذنا على أيديكم أدعوكم أن لا تسمحوا لهؤلاء أن تختلط أسمائهم الملوثة مع أسمائكم الكريمة ولا نسمح لهم بالتمادي بل أن نكتب عنهم ونذكر وندعو إلى توعية وأيقاظ للجهات الرسمية المختلفة بضرورة أيقافهم وكل من حصل على شهادة أو لقب علمي بأن لا يسمح له حضور مؤتمر علمي محكم أو العمل التجاري بالعلم او كتابة ذلك على أسمه مالم يتم التأكد من جهة منح الشهادة ومتى حصل على اللقب وكيف ولابد من أن نبدء جميعا بخطوة أولى معكم وأيدينا بأيديكم لنقول لهم كفى وتوقفوا الآن وإلا سيكون الغد لهم كمزورين وسراق وسنعمل نحن تحت جهلهم وسيدفع الثمن أجيال لاحقة قاليوم نسمح لهم وفدا سيدرسون أبنائنا وسنكون مسؤولين أمام الله والعلم وضميرنا حين لا ينفع مال ولا بنون. اللهم أني قد أنذرت اللهم فأشهد.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم