الخميس 25 أبريل 2024 / 16-شوال-1445

المؤتمرات العلمية من العلم إلى التجارة المربحة



رفقة بالعلم أيها التجار … رفقة بالعلم وتذكروا أنه سيأتي يوم يكون أولادكم بمثل هذا الموقف .. فمن التعليم الألكتروني الذي جعلنا منه تجارة مربحة للكسب المادي على حساب العلمية والأخلاق العلمية إلى تزوير الشهادات والألقاب العلمية ومنح شهادات حسب المرغوبية ومسميات لمواقع ومحلات تجارية وهمية بأسماء رنانة (ولا أذكر هنا الأسماء ولكن مثال فقط كأن نقول الشهادة الدولية لعلماء كذا وبعد ان تستحصل المبالغ نمنح شهادة عالم للمشترك أو دكتور أو بروفيسور واذا لم يدفع فلا يمنح شهادة !!!!) وبذلك أصبحنا نصنع اصحاب الشهادات العليا ونعطيهم دكتوراه بدون ان يكون لديهم ماجستير ونعطيهم ماجستير بدون ان يكون لديهم بكالوريوس ونعطيهم لقب استاذ جامعي /بروفيسور وهو لا يملك شهادة وغيره من التزوير العلمي واللاأخلاقي ، ثم أنتقلنا إلى مرحلة أسوء بكثير وهي مرحلة التجارة بالمؤتمرات العلمية .

كان الغرض من المؤتمرات العلمية في السابق هو تقديم المعلومة العلمية والبحث العلمي وما توصل اليه الباحثون وكان المشارك لا أقول يدفع له ثمن مقابل ذلك ولكن على الأقل تنتقى البحوث العلمية المشاركة وتتكفل الجهة الداعية بالأقامة وغيرها ويتم بعد ذلك تكريم للعمل العلمي المتميز … أما اليوم فنحن (وبالأخص العرب) أنتقلنا إلى نقلة مادية لا علاقة لها بالعلم مطلقاً بل كم سأجني مادياً من الدعوة لمؤتمر علمي وبذلك أصبحت لدينا مؤسسات تقيم مؤتمرات على أنها علمية مقابل إشتراك وياريت لو أنه كان رمزيا بل تجاريا وصل ما علمت عنه مؤخرا إلى (1000 دولار) للشخص والسبب أنها مقابل الحقيبة للمؤتمر وبعض الصرفيات مثل وجبة طعام او القهوة ، فأتقوا الله بالعلم أيها التجار .. أين نسير وإلى أين نمضي ونحن نرى أن العلم أصبح تجارة تدر أرباحاً ومن المشتري مع الأسف من الناس السذج في العقول وأقولها بكل صراحة نعم سذج العقول فالآن لا يمكن أن نكذب وندعي ونقول أننا نملك شهادات أو أصبحنا علماء أو تمت دعوتنا لمؤتمرات كما كنا نفعل في السابق ، فلابد أن نتوقع ان هناك من يسأل عن هذه الشهادات والدورات الوهمية والآن المؤتمرات التجارية التي تقبل ما يتم التقديم اليها مقابل ما سيتم الحصول عليه من أموال من المشتركين بمثل هذه المؤتمرات التجارية والتي فقدت تسميتها العلمية.

المشكلة ليس في إقامة المؤتمر من قبل جامعة محترمة معترف بها المشكلة في وجود جهات أو مكاتب تجارية تأخذ على عاتقها تنظيم مثل هذه المؤتمرات بأسم جهات ومؤسسات أخرى وعندما تسأل عن سبب أرتفاع سعر المشاركة يقولون لك أننا فقط جهة منظمة وتشير الجهة الرسمية للمؤتمر بأنها أعطت ذلك لمكتب التنظيم فأين العلمية هنا يا أساتذة رجاء أن نبيع مؤتمر لمكتب تجاري هل وصل بنا الأستهزاء بالعلم إلى هذا الحد وهذه الطريقة في التعامل العلمي ؟! أدخلوا على الأنترنت وستجدون كثير من هذه المكاتب التجارية للعلم!!!

ثم نسأل ونقول لماذا نحن العرب نزور الشهادات ونبيع شهادات ولماذا لا نتقدم أو على الأقل نمتلك ثقافة علمية (وهنا ليس الكلام بالعام ولكن لمن يقومون بهذا العمل) والسبب واضح ونحن لانتخذ أي إجراء وقائي ضد هؤلاء ونحد منهم بل على العكس تمام نغمض العين عنهم ونقول (هذا رزقهم) وسبحان الله.

أتقوا الله في العلم وأتقوا الله فيما تعملون لقد بعتم كل شيء فماذا تبقى ولم يتم وضع سعر بيع له والشراة في كثير من الأحيان هم الفاسدون المزورون أما أصحاب العقول والذي لا يملك المال لدفعه لجهة حضور مؤتمر فعليه أن يبقى مع علمه وهو أحفظ له ولماء الوجه من حضور مثل هذه المؤتمرات والتي يشارك فيها الكثير من المزورين ويتم تقديمه على أنه البروفيسور دون التأكد من
إمتلاكه للشهادة أصلا ولا وحول ولا قوة الا بالله. أي مؤتمر الآن يتأكد من لقب أو أسم المشترك معه؟ أين العلمية والدقة والأمانة أين أنتهت في عصر الماديات فمتى سننتبه ونقول كفى ومن سيتولى ذلك!!

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم