الخميس 25 أبريل 2024 / 16-شوال-1445

الحياة الزوجية شراكة بين طرفين



 

 

الحياة الزوجية شراكة بين اثنين، وأشبه بشركة عظيمة رأس مالها الحب والاحترام والتقدير والإخلاص، وفروعها الأبناء، والذين يحظون بعناية فائقة من المركز الرئيسي، ومتى ما كان أصحابها حريصين على ديمومتها والاهتمام بها، فإن الفروع قطعًا ستستفيد وتستمر، ولكن إذا كان عكس ذلك بسبب خلاف الشركاء الرئيسين، فإنها قطعًا ستنهار، وينعكس ذلك على الفروع التي ستنهار بدون أدنى شك؛ لذا يجب أن يكون عمود البيت والكبير أن يكون أكثر مرونة وحلمًا، ويمتاز بسعة الصدر ويتمتع بالأناة؛ لأن الزوجة تُعدُّ ركنًا أساسيًّا في البيت بعد الزوج، وتختلف بطبيعتها عن الرجل، ويجب أخذ هذا الأمر بالاعتبار في التعامل، ومن بعض الأمور التي نقف عليها أن الزوجة متى ما غضبت، وقد يرتفع صوتها في بعض الأحيان، ويأتي هنا دور الزوج وهو المهم في تدارك الأمر والسيطرة على الموقف؛ لأن هذه الأمور تحتاج إلى رويَّة؛ لأن الزوجة عليها ضغوط كبيرة، وهذا لا يمكننا تجاهله؛ كون مسؤولية البيت والعيال كبيرة، فضلًا عن وضع المرأة النفسي نظرًا لبعض الظروف التي تمر بها بالنساء، وتجعلهن أكثر قلقًا، ولا يطقن أنفسهن في بعض الأوقات، وهذا ليس بإرادتهن؛ لذا يستوجب ومن الأفضل لكلا الطرفين أن يخرج الزوج من المنزل لكي لا يتفاقم الأمر، وتستمر الكلمات غير المُرضية، ولحماية الأسرة، والحفاظ على ديمومتها، وعلى المودة التي لا يؤثر عليها موقف عابر حتى تركد العاصفة، وتسكن الرياح وتهدأ النفس، ويأتي هذا خوفًا لحدوث ما لا تُحمد عقباه، ونندم حينها في ساعة لا ينفع الندم فيها، وقطعًا من جراء خروج الزوج سيجد بعد عودته أنه انقلب الحال رأسًا على عقب وللأفضل، وهذا التصرف لا ينقص من رجولته، بل هو كفيل باستمرار الحياة الزوجية، بعد توفيق الله، للأفضل، والسعادة تعمُّ المنزل، وينعكس ذلك إيجابًا على الأبناء، وينعمون بالاستقرار النفسي، وهذا الموقف قد جرَّبه الكثير، وعولج من قِبَل مَن تعرَّضوا له بأسلوب راقٍ، وتعامل رائع؛ لأن الحياة الزوجية، كما أسلفت، شراكة، ولابد من تقديم تنازلات من الطرفين في حدود العقل والمنطق من أجل أن تسير السفينة، وتمخر لجج الأمواج العاتية لترسو على شاطئ الأمان بسلام.

—————————————–

بقلم : أ. عيسى الخاطر

المصدر : صحيفة الأحساء

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم