الأربعاء 24 أبريل 2024 / 15-شوال-1445

الثقافة الرقمية وأطفالنا



 
حياة جديدة ومعطيات ثقافية جديدة، السؤال هنا ما هو تأثيرها على أطفالنا وتعليمهم؟

العالم كله اليوم يشهد التحول الرقمي في حياته، الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وحتى التعليم وغيره.

هذا التغيير مس كل فئات المجتمع بدون استثناء، صغارا وكبارا، رجالا ونساء وأطفالا، متعلمين وغير متعلمين ومثقفين على حد سواء. الإنترنت يفرض علينا ما نريد وما لا نريد فما الحل في هذه الحالة.

أمر طبيعي بالنسبة لنا نحن الكبار، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما تأثيره على أطفالنا والتعليم؟

له إيجابيات نعم، يعرفها الجميع لا شك، فهي صورة للمنظومة التعليمية والتربوية التي ترتبط بالطالب ارتباطا وثيقا، وتقدم يوميا مكتسبات متطورة جديدة.

كما أنها توسع خبرات المتعلم وتذلل له الصعوبات لبناء المفاهيم، فيتجاوز بذلك الحدود الجغرافية المكانية والزمانية. معلومات يكتسبها المتعلم متنوعة وسريعة يحصل عليها في أي وقت يريد.

عالم الثقافة الرقمية مفتوحة أبوابه يستفاد منها لدرجة كبيرة على مستوى التعليم والتعلم، بالإضافة إلى كونه وسيلة ترفيهية رائعة.

والدليل.. الذين احتكوا بهذا العالم الافتراضي احتكاكا إيجابيا فازوا بثروة معلوماتية غزيرة.

أما بالنسبة للطفل فالثقافة الرقمية لها سلبياتها في حالة عدم مراقبة الأطفال لأنها فضاء رحب يجب أن يكون منضبطا ومراقبا، وللأسف بعض الأسر نجد هوة رقمية بين الآباء وأطفالهم، يجهلون هذه المعرفة، يتحتم عليهم تعلمها لمعرفة أسلوب التعامل الإيجابي مع الأبناء.

مثلا المواد الإباحية في مواقع الإنترنت هي الأسوأ ولها آثار سلبية كبيرة على الأطفال وكذلك القتالية نعوذ بالله منها، هي السبب في تعلم الطفل العدوانية والعنف والتنمر في المدارس وفي الحياة العامة، وأيضا يجعلهم أكثر عرضة لخطر التنمر الإلكتروني.

وهنا تكمن أهمية التربية الرقمية في البيت والمدرسة وفي كافة الأنشطة لأنها وبدون مبالغة من أهم إن لم تكن الأهم في بناء القواعد المنظمة للعلاقة بين العالمين الافتراضي والواقعي لما تستند عليه من المهارات الإيجابية والبرامج التوعوية كمنهج سلوكي مع وسائل الاتصال الحديثة.

فمن أهم مسئوليات المربي أن يكون متمكنا من معلوماته التكنولوجية لتطويعها في برنامجه التربوي، وهنا يبرز دور الآباء والمربين الرقمي المتميز الذي بيده تحويل البيئة الاجتماعية والتعليمية التقليدية إلى بيئة تقنية محفزة تشجع على البحث في كل المراجع العلمية لمعرفة كل ما هو جديد في التكنولوجيا علميا وتربويا.

مسئوليات الأسرة والمدرسة ومهامهم كلها يؤمل أن تتسع دائرتها لتتركز في نشر أخلاقيات التعامل مع العالم الرقمي بين الصغار، وإبعادهم عن سلبياته كالجرائم الرقمية والابتزاز الإلكتروني وهدر الوقت والتأثير على مستوياتهم الدراسية.

يؤمل أيضا تحذير الأطفال من التحدث مع الغرباء والتوضيح بأن البعض ينتحل شخصيات مزورة لاستمالة الأطفال بأمور كثيرة.

كما أرجو ألا يسمح للطفل باستخدام أجهزته الإلكترونية في الخفاء، ويجب مع الشكر مراقبة المواقع التي يتصفحها.

—————————————-

أ. أنيسة الشريف مكي

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم